الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الثاني : أن قوله [1] : " ومنها تجويز تعذيب الأنبياء وإثابة الشياطين " ، إن أراد به أنهم يقولون إن الله قادر على ذلك فهو لا ينازع في القدرة . وإن أراد أنا هل [2] نشك : هل يفعله [3] أو لا يفعله ؟ فمعلوم أنا لا نشك في ذلك ، بل نعلم انتفاءه ، وعلمنا بانتفائه [4] مستلزم لانتفائه [5] .

                  [ ص: 90 ] وإن أراد أن من قال إنه يفعل لا لحكمة يلزمه تجويز وقوع ذلك [ منه ] [6] وإمكان وقوعه منه [7] وإنه لو فعل ذلك لم يكن ظالما ، فلا ريب أن هذا قول هؤلاء . وهم يصرحون بذلك [8] ، لكن أكثر أهل السنة لا يقولون بذلك ، بل عندهم أن الله منزه عن ذلك ومقدس عنه ، ولكن على هذا لا يلزم [9] أن تكون الطاعة سفها ، فإنها إنما تكون سفها إذا كان وجودها كعدمها ، والمسلمون متفقون على أن وجودها نافع وعدمها مضر ، وإن كانوا متنازعين : هل يجوز أن يفعل [10] الرب خلاف ذلك ، فإن نزاعهم في الجواز لا في الوقوع .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية