وأما ، فهم متنازعون ، المجوزون للتعليل فالمعتزلة وأتباعهم من الشيعة تثبت من التعليل ما لا يعقل ، وهو أنه فعل لعلة منفصلة عن الفاعل مع كون وجودها وعدمها [ بالنسبة ] [1] إليه سواء .
وأما أهل السنة القائلون بالتعليل ، فإنهم يقولون : إن الله يحب [ ص: 146 ] ، ويرضى كما دل على ذلك الكتاب والسنة ، ويقولون : إن المحبة والرضا أخص من الإرادة ، وأما المعتزلة وأكثر أصحاب ، فيقولون : إن الأشعري [2] المحبة ، والرضا والإرادة سواء ، ، وهو وإن كان شرا بالنسبة إلى الفاعل ، فليس كل ما كان شرا بالنسبة إلى شخص يكون عديم الحكمة ، بل لله في المخلوقات حكم قد يعلمها بعض الناس ، وقد لا يعلمها . فجمهور أهل السنة يقولون : إن الله لا يحب الكفر والفسوق والعصيان ، ولا يرضاه ، وإن كان داخلا في مراده ، كما دخلت سائر المخلوقات لما في ذلك من الحكمة