الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وأما المجوزون للتعليل ، فهم متنازعون ، فالمعتزلة وأتباعهم من الشيعة تثبت من التعليل ما لا يعقل ، وهو أنه فعل لعلة منفصلة عن الفاعل مع كون وجودها وعدمها [ بالنسبة ] [1] إليه سواء .

                  وأما أهل السنة القائلون بالتعليل ، فإنهم يقولون : إن الله يحب [ ص: 146 ] ، ويرضى كما دل على ذلك الكتاب والسنة ، ويقولون : إن المحبة والرضا أخص من الإرادة ، وأما المعتزلة وأكثر أصحاب الأشعري ، فيقولون : إن [2] المحبة ، والرضا والإرادة سواء ، فجمهور أهل السنة يقولون : إن الله لا يحب الكفر والفسوق والعصيان ، ولا يرضاه ، وإن كان داخلا في مراده ، كما دخلت سائر المخلوقات لما في ذلك من الحكمة ، وهو وإن كان شرا بالنسبة إلى الفاعل ، فليس كل ما كان شرا بالنسبة إلى شخص يكون عديم الحكمة ، بل لله في المخلوقات حكم قد يعلمها بعض الناس ، وقد لا يعلمها .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية