الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الخامس : أن يقال : لفظ الموجب [1] بالذات لفظ فيه إجمال ، فإن عني به ما يعنيه الفلاسفة [2] من أنه علة تامة مستلزمة [3] للعالم فهذا باطل ; لأن العلة التامة تستلزم معلولها ، ولو كان العالم معلولا لازما لعلة أزلية لم يكن فيه حوادث ، فإن الحوادث لا تحدث [4] عن علة تامة أزلية ، وهذا خلاف المحسوس .

                  [ ص: 275 ] وسواء قيل : إن تلك العلة التامة ذات مجردة عن الصفات ، كما يقوله نفاة الصفات من المتفلسفة كابن سينا وأمثاله ، أو قيل : إنه ذات [5] موصوفة بالصفات لكنها مستلزمة لمعلولها - فإنه باطل أيضا [6] .

                  وإن [7] فسر الموجب بالذات بأنه يوجب [8] بمشيئته وقدرته كل واحد [ واحد ] [9] من المخلوقات في الوقت الذي أحدثه فيه [10] ، فهذا دين المسلمين وغيرهم من أهل الملل ومذهب أهل السنة . فإذا قالوا : إنه بمشيئته وقدرته يوجب [11] أفعال العباد وغيرها [12] من الحوادث [ فهو ] [13] موافق لهذا المعنى لا للمعنى الذي قالته الدهرية .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية