[1] بإرادات متعاقبة ، كما قد يقوله طائفة من الفلاسفة ، وهو يشبه قول صاحب المعتبر وإن قيل : إنه أراد القديم بإرادة قديمة ، وأراد الحوادث المتعاقبة عليه [2] .
[ ص: 179 ] قيل : أولا : كون الشيء مرادا يستلزم حدوثه ، بل وتصور كونه مفعولا يستلزم حدوثه ، فإن مقارنة المفعول المعين لفاعله ممتنع في بداية [3] العقول .
وقيل : ثانيا : إن [4] جاز أن يكون له إرادات متعاقبة دائمة النوع لم يمتنع أن يكون كل ما سواه حادثا بتلك الإرادات ، فالقول حينئذ بقدم شيء من العالم قول بلا حجة أصلا .
وقيل : ثالثا : إن [5] الفاعل الذي من شأنه أن يفعل شيئا بعد شيء بإرادات متعاقبة يمتنع قدم شيء معين من إراداته [6] ، وأفعاله ، وحينئذ فيمتنع قدم شيء من مفعولاته ، فيمتنع قدم شيء من العالم .
وقيل : رابعا : إذا قدر أنه في الأزل كان مريدا لذلك المعين - كالفلك - إرادة مقارنة للمراد [ لزم أن يكون مريدا للوازمه إرادة مقارنة للمراد ] [7] ، فإن وجود الملزوم بدون اللازم محال ، واللازم له نوع الحوادث ، وإرادة النوع إرادة مقارنة ( 6 له في الأزل محال لامتناع وجود النوع كله في الأزل .