الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وإن قيل : إنه أراد القديم بإرادة قديمة ، وأراد الحوادث المتعاقبة عليه [1] بإرادات متعاقبة  ، كما قد يقوله طائفة من الفلاسفة ، وهو يشبه قول صاحب المعتبر [2] .

                  [ ص: 179 ] قيل : أولا : كون الشيء مرادا يستلزم حدوثه ، بل وتصور كونه مفعولا يستلزم حدوثه ، فإن مقارنة المفعول المعين لفاعله ممتنع في بداية [3] العقول .

                  وقيل : ثانيا : إن [4] جاز أن يكون له إرادات متعاقبة دائمة النوع لم يمتنع أن يكون كل ما سواه حادثا بتلك الإرادات ، فالقول حينئذ بقدم شيء من العالم قول بلا حجة أصلا .

                  وقيل : ثالثا : إن [5] الفاعل الذي من شأنه أن يفعل شيئا بعد شيء بإرادات متعاقبة يمتنع قدم شيء معين من إراداته [6] ، وأفعاله ، وحينئذ فيمتنع قدم شيء من مفعولاته ، فيمتنع قدم شيء من العالم .

                  وقيل : رابعا : إذا قدر أنه في الأزل كان مريدا لذلك المعين - كالفلك - إرادة مقارنة للمراد [ لزم أن يكون مريدا للوازمه إرادة مقارنة للمراد ] [7] ، فإن وجود الملزوم بدون اللازم محال ، واللازم له نوع الحوادث ، وإرادة النوع إرادة مقارنة ( 6 له في الأزل محال لامتناع وجود النوع كله في الأزل .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية