الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وبهذا الوجه صارت الخوارج تستحل السيف

                  [1] على أهل القبلة ، حتى قاتلت عليا وغيره من المسلمين . وكذلك من وافقهم في الخروج على الأئمة بالسيف [ في الجملة ]

                  [2] من المعتزلة والزيدية والفقهاء وغيرهم ، كالذين خرجوا مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسين ، وأخيه إبراهيم بن عبد الله [ بن حسن بن حسين ]

                  [3] وغير هؤلاء ، فإن أهل الديانة من هؤلاء يقصدون تحصيل ما يرونه دينا .

                  [ ص: 537 ] لكن قد يخطئون من وجهين :

                  أحدهما : أن يكون ما رأوه دينا ليس بدين

                  [4] ، كرأي الخوارج وغيرهم من أهل الأهواء ; فإنهم يعتقدون رأيا هو خطأ وبدعة ، ويقاتلون الناس عليه ، بل يكفرون من خالفهم ، فيصيرون مخطئين في رأيهم ، وفي قتال

                  [5] من خالفهم أو تكفيرهم ولعنهم .

                  وهذه حال

                  [6] عامة أهل الأهواء ، كالجهمية الذين يدعون الناس إلى إنكار حقيقة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى

                  [7] ، ويقولون : إنه ليس له كلام إلا ما خلقه في غيره ، وإنه لا يرى ، ونحو ذلك . وامتحنوا الناس لما مال إليهم بعض ولاة الأمور ، فصاروا يعاقبون من خالفهم في رأيهم : إما بالقتل ، وإما بالحبس ، وإما بالعزل ومنع الرزق . وكذلك قد

                  [8] فعلت الجهمية ذلك

                  [9] غير مرة ، والله ينصر عباده المؤمنين عليهم .

                  والرافضة شر منهم : إذا تمكنوا فإنهم يوالون الكفار وينصرونهم ، ويعادون من المسلمين كل من لم يوافقهم على رأيهم . وكذلك من فيه نوع من البدع : إما من بدع الحلولية : حلولية الذات أو الصفات ، وإما من بدع النفاة أو الغلو في الإثبات ، وإما [ من ]

                  [10] بدع القدرية أو الإرجاء [ ص: 538 ] أو غير ذلك - تجده يعتقد اعتقادات فاسدة ، ويكفر من خالفه أو يلعنه . والخوارج المارقون أئمة هؤلاء في تكفير أهل السنة والجماعة وفي قتالهم .

                  الوجه الثاني : من يقاتل

                  [11] على اعتقاد رأي يدعو إليه مخالف للسنة والجماعة ، كأهل الجمل وصفين والحرة والجماجم وغيرهم ، لكن يظن أنه بالقتال تحصل المصلحة المطلوبة ، فلا يحصل بالقتال ذلك ، بل تعظم المفسدة أكثر مما كانت ، فيتبين لهم في آخر الأمر ما كان الشارع دل عليه من أول الأمر .

                  وفيهم من لم تبلغه نصوص الشارع ، أو لم تثبت عنده . وفيهم من يظنها منسوخة كابن حزم . وفيهم من يتأولها كما يجري لكثير من المجتهدين في كثير من النصوص .

                  فإن بهذه الوجوه [ الثلاثة ]

                  [12] يترك من يترك

                  [13] من أهل الاستدلال العمل ببعض النصوص ; إما أن لا يعتقد ثبوتها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإما أن يعتقدها غير دالة على مورد الاستدلال ، وإما أن يعتقدها منسوخة .

                  ومما ينبغي أن يعلم أن أسباب هذه الفتن تكون مشتركة ، فيرد على القلوب من الواردات ما يمنع القلوب عن معرفة الحق وقصده . ولهذا تكون بمنزلة الجاهلية ، والجاهلية ليس فيها معرفة الحق ولا قصده ، والإسلام جاء بالعلم النافع والعمل الصالح ، بمعرفة الحق وقصده . فيتفق أن بعض [ ص: 539 ] الولاة يظلم باستئثار

                  [14] فلا تصبر النفوس على ظلمه ، ولا يمكنها دفع ظلمه إلا بما هو أعظم فسادا منه . ولكن لأجل محبة الإنسان لأخذ حقه ودفع الظلم عنه ، لا ينظر في الفساد العام الذي يتولد عن فعله .

                  ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض "

                  [15] .

                  وفي الصحيح من حديث أنس بن مالك وأسيد بن حضير - رضي الله عنهما - أن رجلا من الأنصار قال : يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا ؟ قال : " ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض "

                  [16] .

                  وفي رواية [ للبخاري ]

                  [17] عن يحيى بن سعيد الأنصاري سمع أنس بن مالك حين خرج معه إلى الوليد قال : دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين ، فقالوا : لا إلا أن تقطع لإخواننا من [ ص: 540 ] المهاجرين مثلها . فقال : " أما لا ، فاصبروا حتى تلقوني [ على الحوض ]

                  [18] فإنه ستصيبكم أثرة بعدي
                  "

                  [19] .

                  وكذلك ثبت عنه في الصحيح أنه قال : " على المرء المسلم السمع والطاعة في يسره وعسره ، ومنشطه ومكرهه ، وأثرة عليه " [20] .

                  وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

                  [21] عن عبادة قال : " بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة : في عسرنا ويسرنا ، ومنشطنا ومكرهنا ، وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا ، لا نخاف في الله لومة لائم " [22] .

                  فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين بأن يصبروا على الاستئثار عليهم ، وأن يطيعوا ولاة [ أمورهم وإن استأثروا عليهم ، وأن لا ينازعوهم الأمر . وكثير ممن خرج على ولاة ]

                  [23] الأمور أو أكثرهم إنما خرج لينازعهم مع استئثارهم عليه ، ولم يصبروا [24] على الاستئثار . ثم إنه يكون لولي الأمر ذنوب أخرى ، فيبقى بغضه لاستئثاره يعظم

                  [25] تلك السيئات ، ويبقى [ ص: 541 ] المقاتل له ظانا أنه يقاتله لئلا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، ومن أعظم ما حركه عليه

                  [26] طلب غرضه : إما ولاية ، وإما مال

                  [27] .

                  كما قال تعالى : ( فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) [ سورة التوبة : 58 ] وفي الصحيح

                  [28] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : رجل على فضل ماء يمنعه من

                  [29] ابن السبيل ، يقول الله له [ يوم القيامة ]

                  [30] : اليوم أمنعك فضلي

                  [31] كما منعت فضل ما لم تعمل يداك . ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا : إن أعطاه منها رضي : وإن منعه سخط . ورجل حلف على سلعة بعد العصر كاذبا : لقد أعطى بها أكثر مما أعطى
                  "

                  [32] .

                  فإذا اتفق من هذه الجهة شبهة وشهوة ، ومن هذه الجهة شهوة وشبهة قامت الفتنة . والشارع أمر كل إنسان بما هو المصلحة له وللمسلمين ، فأمر الولاة بالعدل والنصح لرعيتهم ، حتى قال : " ما من راع يسترعيه الله [ ص: 542 ] رعية ، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته ، إلا حرم الله عليه رائحة الجنة "

                  [33] .

                  وأمر الرعية بالطاعة والنصح ، كما ثبت في الحديث

                  [34] الصحيح : " الدين النصيحة " - ثلاثا - قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "

                  [35] .

                  وأمر بالصبر على استئثارهم ، ونهى عن مقاتلتهم ومنازعتهم الأمر مع ظلمهم ، لأن الفساد الناشئ من القتال في الفتنة ، أعظم من فساد ظلم ولاة الأمر

                  [36] ، فلا يزال أخف الفسادين بأعظمهما .

                  ومن تدبر الكتاب والسنة الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعتبر ذلك بما يجده في

                  [37] نفسه وفي الآفاق علم تحقيق قول الله تعالى : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) [ سورة فصلت : 53 ] .

                  [ ص: 543 ] ; فإن الله تعالى يري عباده آياته في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أن القرآن حق ، فخبره صدق

                  [38] وأمره عدل : ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) [ سورة الأنعام : 115 ] .

                  ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين ، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة ، أهل البيت وغيرهم ، قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ، ونوع من الهوى الخفي ، فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغي اتباعه [ فيه ]

                  [39] ، وإن كان من أولياء الله المتقين .

                  ومثل هذا إذا وقع يصير

                  [40] فتنة لطائفتين

                  [41] : طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه ، وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه ، بل في بره وكونه من أهل الجنة ، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان . وكلا هذين الطرفين

                  [42] فاسد .

                  والخوارج والروافض

                  [43] وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا . ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم ، وأحبه ووالاه ، وأعطى الحق حقه ، فيعظم الحق ، ويرحم الخلق ، ويعلم [ ص: 544 ] أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات ، فيحمد ويذم ، ويثاب ويعاقب ، ويحب من وجه ويبغض من وجه .

                  هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة ، خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم . وقد بسط هذا في موضعه .

                  وإذا تبين ذلك فالقول في يزيد كالقول في أشباهه من الخلفاء والملوك : من وافقهم في طاعة الله تعالى : كالصلاة ، والحج ، والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وإقامة الحدود - كان مأجورا على ما فعله من طاعة الله ورسوله . وكذلك كان صالحو المؤمنين

                  [44] يفعلون

                  [45] ، كعبد الله بن عمر وأمثاله . ومن صدقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم ، كان من المعينين على الإثم والعدوان ، المستحقين للذم والعقاب .

                  ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - يغزون مع يزيد وغيره ، فإنه غزا القسطنطينية في حياة أبيه معاوية - رضي الله عنه - وكان معهم

                  [46] في الجيش أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - وذلك الجيش أول جيش غزا القسطنطينية .

                  وفي صحيح البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما ، - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور لهم "

                  [47] .

                  [ ص: 545 ] وعامة الخلفاء الملوك جرى في أوقاتهم فتن ، كما جرى في زمن يزيد بن معاوية قتل الحسين ، ووقعة الحرة ، وحصار ابن الزبير بمكة . وجرى في زمن مروان بن الحكم فتنة مرج راهط بينه وبين النعمان بن بشير ، وجرى في زمن عبد الملك فتنة مصعب بن الزبير وأخيه عبد الله بن الزبير وحصاره أيضا بمكة . وجرى في زمن هشام فتنة زيد بن علي . وجرى في زمن مروان بن محمد فتنة أبي مسلم ، حتى خرج عنهم الأمر إلى ولد العباس . ثم كان في زمن المنصور فتنة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بالمدينة ، وأخيه إبراهيم بالبصرة ، إلى فتن يطول وصفها .

                  والفتن

                  [48] في كل زمان بحسب رجاله ; فالفتنة الأولى فتنة قتل عثمان - رضي الله عنه - هي أول الفتن وأعظمها .

                  ولهذا جاء في الحديث المرفوع الذي رواه الإمام أحمد في المسند وغيره : " ثلاث من نجا منهن فقد نجا : موتي ، وقتل خليفة مضطهد بغير حق ، والدجال " [49]

                  .

                  [ ص: 546 ] ولهذا جاء [50]

                  في حديث عمر لما سأل عن الفتنة التي تموج موج البحر ، وقال له حذيفة : إن بينك وبينها بابا مغلقا . فقال : أيكسر الباب أم يفتح ؟ فقال : بل يكسر . فقال : لو كان يفتح لكاد يعاد [51]

                  . وكان عمر هو الباب ، فقتل عمر ، وتولى عثمان ، فحدثت أسباب الفتنة في آخر خلافته ، حتى قتل وانفتح باب الفتنة إلى يوم القيامة ، وحدث بسبب ذلك فتنة الجمل وصفين ، ولا يقاس رجالهما بأحد ، فإنهم أفضل من كل من بعدهم .

                  وكذلك فتنة الحرة وفتنة ابن الأشعث ، كان فيها من خيار التابعين من لا يقاس بهم من بعدهم . وليس في وقوع هذه الفتن في تلك الأعصار ما يوجب أن أهل ذلك العصر كانوا شرا من غيرهم ، بل فتنة كل زمان بحسب رجاله .

                  وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " [52]

                  .

                  وفتن ما بعد ذلك الزمان بحسب أهله . وقد روي أنه قال : " كما تكونون يولى عليكم " [53]

                  . وفي أثر آخر يقول الله تعالى : ( أنا الله عز وجل ملك [ ص: 547 ] الملوك ، قلوب الملوك ونواصيهم بيدي ، من أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشتغلوا بسب الملوك ، وأطيعوني أعطف قلوبهم عليكم " [54]

                  .

                  ولما انهزم المسلمون يوم أحد هزمهم الكفار . قال الله تعالى : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) [ سورة آل عمران : 165 ] .

                  والذنوب ترفع عقوبتها [ بالتوبة ] والاستغفار [55]

                  والحسنات الماحية والمصائب المكفرة .

                  والقتل الذي وقع في الأمة مما يكفر الله به ذنوبها ، كما جاء في الحديث . والفتنة هي من جنس الجاهلية ، كما قال الزهري : وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوافرون

                  [56] ، فأجمعوا أن كل دم أو مال أو فرج أصيب بتأويل القرآن فإنه هدر : أنزلوهم منزلة الجاهلية .

                  وذلك أن الله تعالى بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالهدى ودين الحق ، فبالهدى يعرف الحق ، وبدين الحق يقصد الخير ويعمل به ، فلا بد من علم بالحق ، وقصد له وقدرة عليه . والفتنة تضاد ذلك ; فإنها تمنع معرفة [ ص: 548 ] الحق أو قصده أو القدرة عليه ، فيكون فيها من الشبهات ما يلبس الحق بالباطل ، حتى لا يتميز لكثير من الناس أو أكثرهم ، ويكون فيها من الأهواء والشهوات ما يمنع قصد الحق وإرادته ، ويكون فيها من ظهور قوة الشر ما يضعف القدرة على الخير

                  [57] .

                  ولهذا ينكر الإنسان قلبه عند الفتنة ، فيرد على القلوب ما يمنعها من معرفة الحق وقصده . ولهذا يقال : فتنة عمياء صماء . ويقال : فتن كقطع الليل المظلم ، ونحو ذلك من الألفاظ التي يتبين ظهور الجهل فيها ، وخفاء العلم .

                  فلهذا كان أهلها بمنزلة أهل

                  [58] الجاهلية ( * ، ولهذا لا تضمن فيها النفوس والأموال ، لأن الضمان يكون لمن يعرف أنه

                  [59] أتلف نفس غيره أو ماله بغير حق ، فأما من لم يعرف ذلك ، كأهل الجاهلية * ) [60] من الكفار والمرتدين والبغاة المتأولين ، [ فلا يعرفون ذلك ]

                  [61] ، فلا ضمان عليهم ، كما لا يضمن من علم أنه أتلفه بحق ، وإن كان هذا مثابا مصيبا .

                  وذلك من أهل الجاهلية إما أن يتوبوا من تلك الجهالة

                  [62] ، فيغفر لهم بالتوبة جاهليتهم وما كان فيها ، وإما أن يكونوا ممن يستحق العذاب على [ ص: 549 ] الجهالة

                  [63] كالكفار ، فهؤلاء حسبهم عذاب الله في الآخرة . وإما أن يكون أحدهم [ متأولا ]

                  [64] مجتهدا مخطئا ; فهؤلاء إذا غفر لهم خطؤهم

                  [65] غفر لهم موجبات الخطأ أيضا

                  [66] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية