( فصل )
[1] .
قال الرافضي
[2] : " وتوقف جماعة ممن لا يقول بإمامته في لعنه
[3] مع أنه عندهم ظالم بقتل
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين ونهب حريمه . وقد قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18ألا لعنة الله على الظالمين ) [ سورة هود : 18 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج بن الجوزي من شيوخ الحنابلة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس [ - رضي الله عنهما - ]
[4] قال : أوحى الله تعالى إلى
محمد - صلى الله عليه وسلم - إني قتلت
بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، وإني قاتل بابن بنتك
[5] سبعين ألفا وسبعين ألفا . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي وكان من فضلائهم
[6] قال : نزلت
بكربلاء ومعي طعام للتجارة ، فنزلنا على رجل فتعشينا
[ ص: 565 ] عنده ، وتذاكرنا قتل
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين [7] وقلنا :
nindex.php?page=treesubj&link=31355ما شرك أحد في قتل nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين إلا ومات أقبح موتة . فقال الرجل : ما أكذبكم ، أنا شركت في دمه
[8] وكنت ممن قتله فما
[9] أصابني شيء . قال : فلما كان من آخر
[10] الليل إذا أنا بصائح
[11] . قلنا : ما الخبر ؟ قالوا : قام الرجل يصلح المصباح فاحترقت إصبعه ، ثم دب الحريق في جسده
[12] فاحترق . [ قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : فأنا والله رأيته وهو حممة سوداء
[13] ]
[14] . وقد سأل
مهنا بن يحيى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل عن
يزيد ، فقال : هو الذي فعل ما فعل . قلت : وما فعل ؟ قال : نهب
المدينة .
وقال له
صالح ولده يوما : إن قوما ينسبوننا
[15] إلى تولي
[16] يزيد . فقال : يا بني وهل يتولى
[17] يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ فقال : لم لا تلعنه ؟
[18] ؟ فقال : وكيف لا ألعن من لعنه الله [ في كتابه ]
[19] ؟
[ ص: 566 ] فقلت : وأين لعن
يزيد [20] ؟ فقال : في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) [ سورة محمد : 23،22 ] ، فهل يكون فساد أعظم من القتل ونهب
المدينة ثلاثة أيام وسبي أهلها ؟ وقتل جمعا
[21] من وجوه الناس فيها من
قريش والأنصار والمهاجرين من يبلغ
[22] عددهم سبعمائة ، وقتل من لم يعرف من عبد أو حر أو امرأة
[23] عشرة آلاف ، وخاض الناس في الدماء حتى وصلت الدماء إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وامتلأت الروضة والمسجد ، ثم ضرب الكعبة بالمنجنيق وهدمها وأحرقها .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=treesubj&link=31352_33724إن قاتل nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار
[24] ، وقد شد
[25] يداه ورجلاه بسلاسل من نار ينكس
[26] في النار حتى يقع في قعر جهنم ، [ ص: 567 ] وله ريح يتعوذ أهل النار
[27] إلى ربهم من شدة نتن ريحه ، وهو فيها خالد وذائق
[28] العذاب الأليم ، كلما نضجت جلودهم بدل الله لهم الجلود حتى يذوقوا العذاب ، لا يفتر عنهم ساعة ، ويسقى
[29] من حميم جهنم . الويل لهم من عذاب الله عز وجل . وقال - عليه الصلاة والسلام - :
اشتد غضب الله وغضبي على من أراق دم أهلي وآذاني في عترتي " .
( فَصْلٌ )
[1] .
قَالَ الرَّافِضِيُّ
[2] : " وَتَوَقَّفَ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ لَا يَقُولُ بِإِمَامَتِهِ فِي لَعْنِهِ
[3] مَعَ أَنَّهُ عِنْدَهُمْ ظَالِمٌ بِقَتْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=17الْحُسَيْنِ وَنَهْبِ حَرِيمِهِ . وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) [ سُورَةُ هُودٍ : 18 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11890أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ مِنْ شُيُوخِ الْحَنَابِلَةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ [ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - ]
[4] قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنِّي قَتَلْتُ
بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا ، وَإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ بِنْتِكَ
[5] سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ وَكَانَ مِنْ فُضَلَائِهِمْ
[6] قَالَ : نَزَلْتُ
بِكَرْبَلَاءَ وَمَعِيَ طَعَامٌ لِلتِّجَارَةِ ، فَنَزَلْنَا عَلَى رَجُلٍ فَتَعَشَّيْنَا
[ ص: 565 ] عِنْدَهُ ، وَتَذَاكَرْنَا قَتْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=17الْحُسَيْنِ [7] وَقُلْنَا :
nindex.php?page=treesubj&link=31355مَا شَرَكَ أَحَدٌ فِي قَتْلِ nindex.php?page=showalam&ids=17الْحُسَيْنِ إِلَّا وَمَاتَ أَقْبَحَ مَوْتَةٍ . فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا أَكْذَبَكُمْ ، أَنَا شَرَكْتُ فِي دَمِهِ
[8] وَكُنْتُ مِمَّنْ قَتَلَهُ فَمَا
[9] أَصَابَنِي شَيْءٌ . قَالَ : فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ
[10] اللَّيْلِ إِذَا أَنَا بِصَائِحٍ
[11] . قُلْنَا : مَا الْخَبَرُ ؟ قَالُوا : قَامَ الرَّجُلُ يُصْلِحُ الْمِصْبَاحَ فَاحْتَرَقَتْ إِصْبَعُهُ ، ثُمَّ دَبَّ الْحَرِيقُ فِي جَسَدِهِ
[12] فَاحْتَرَقَ . [ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُهُ وَهُوَ حُمَمَةٌ سَوْدَاءُ
[13] ]
[14] . وَقَدْ سَأَلَ
مُهَنَّا بْنُ يَحْيَى nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ
يَزِيدَ ، فَقَالَ : هُوَ الَّذِي فَعَلَ مَا فَعَلَ . قُلْتُ : وَمَا فَعَلَ ؟ قَالَ : نَهَبَ
الْمَدِينَةَ .
وَقَالَ لَهُ
صَالِحٌ وَلَدُهُ يَوْمًا : إِنَّ قَوْمًا يَنْسُبُونَنَا
[15] إِلَى تَوَلِّي
[16] يَزِيدَ . فَقَالَ : يَا بُنَيَّ وَهَلْ يَتَوَلَّى
[17] يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ؟ فَقَالَ : لِمَ لَا تَلْعَنُهُ ؟
[18] ؟ فَقَالَ : وَكَيْفَ لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ [ فِي كِتَابِهِ ]
[19] ؟
[ ص: 566 ] فَقُلْتُ : وَأَيْنَ لُعِنَ
يَزِيدُ [20] ؟ فَقَالَ : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) [ سُورَةُ مُحَمَّدٍ : 23،22 ] ، فَهَلْ يَكُونُ فَسَادٌ أَعْظَمَ مِنَ الْقَتْلِ وَنَهْبِ
الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَسَبْيِ أَهْلِهَا ؟ وَقَتَلَ جَمْعًا
[21] مِنْ وُجُوهِ النَّاسِ فِيهَا مِنْ
قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرِينَ مَنْ يَبْلُغُ
[22] عَدَدُهُمْ سَبْعَمِائَةٍ ، وَقَتَلَ مَنْ لَمْ يُعْرَفْ مِنْ عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ أَوِ امْرَأَةٍ
[23] عَشَرَةَ آلَافٍ ، وَخَاضَ النَّاسُ فِي الدِّمَاءِ حَتَّى وَصَلَتِ الدِّمَاءُ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَامْتَلَأَتِ الرَّوْضَةُ وَالْمَسْجِدُ ، ثُمَّ ضَرَبَ الْكَعْبَةَ بِالْمَنْجَنِيقِ وَهَدَمَهَا وَأَحْرَقَهَا .
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=treesubj&link=31352_33724إِنَّ قَاتِلَ nindex.php?page=showalam&ids=17الْحُسَيْنِ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ أَهْلِ النَّارِ
[24] ، وَقَدْ شُدَّ
[25] يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ بِسَلَاسِلَ مِنْ نَارٍ يُنْكَسُ
[26] فِي النَّارِ حَتَّى يَقَعَ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ ، [ ص: 567 ] وَلَهُ رِيحٌ يَتَعَوَّذُ أَهْلُ النَّارِ
[27] إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ شِدَّةِ نَتْنِ رِيحِهِ ، وَهُوَ فِيهَا خَالِدٌ وَذَائِقٌ
[28] الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ، كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلَ اللَّهُ لَهُمُ الْجُلُودَ حَتَّى يَذُوقُوا الْعَذَابَ ، لَا يَفْتُرُ عَنْهُمْ سَاعَةً ، وَيُسْقَى
[29] مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ . الْوَيْلُ لَهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . وَقَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - :
اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ وَغَضَبِي عَلَى مَنْ أَرَاقَ دَمَ أَهْلِي وَآذَانِي فِي عِتْرَتِي " .