الفصل الخامس [1]
قال الرافضي [2] : ومنها ما رواه أحمد بن حنبل عن أنس بن مالك ، قال : قلنا لسلمان : سل [3] النبي - صلى الله عليه وسلم - من وصيه ، فقال له [4] سلمان : يا رسول الله ، من وصيك ؟ فقال [5] : يا سلمان ، من كان وصي موسى ؟ فقال : يوشع بن نون . قال [6] : فإن [7] وصيي ووارثي يقضي [8] ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب [9] .
[ ص: 23 ] ( * والجواب أن هذا الحديث * ) [10] كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث [11] ليس هو في مسند الإمام أحمد بن حنبل . وأحمد قد صنف كتابا في فضائل الصحابة ذكر فيه فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وجماعة من الصحابة ، وذكر فيه ما روي في ذلك من صحيح وضعيف للتعريف بذلك ، [12] وليس كل ما رواه يكون صحيحا . ثم إن في هذا الكتاب زيادات من روايات [13] ابنه عبد الله ، وزيادات من رواية القطيعي عن شيوخه . وهذه الزيادات التي زادها القطيعي غالبها كذب ، كما سيأتي ذكر بعضها إن شاء الله ، [14] وشيوخ القطيعي يروون عمن في طبقة أحمد . وهؤلاء الرافضة جهال ، إذا رأوا فيه حديثا ظنوا أن القائل لذلك أحمد بن حنبل . ويكون القائل لذلك هو القطيعي ، وذاك الرجل من شيوخ القطيعي الذين يروون عمن في طبقة أحمد . وكذلك في المسند زيادات زادها ابنه عبد الله ، [15] لا سيما في مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، [16] فإنه زاد زيادات كثيرة .


