الفصل الحادي عشر [1]
قال الرافضي [2] : " وعن عامر بن واثلة [3] قال : كنت مع علي عليه السلام [4] يوم الشورى [5] يقول لهم [6] : لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم وعجميكم تغيير ذلك ، ثم قال : أنشدكم بالله أيها النفر جميعا أفيكم [7] أحد وحد الله تعالى [ ص: 51 ] قبلي ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فأنشدكم [8] بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء [9] أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له [10] سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر مرات قدم [11] بين يدي نجواه [12] صدقة غيري [13] ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي [14] مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه [15] ، ليبلغ [16] الشاهد الغائب غيري ؟ [ ص: 52 ] قالوا : اللهم لا . قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : اللهم ائتني بأحب خلقك [17] إليك وإلي يأكل معي من هذا الطير [18] فأتاه فأكل [19] معه غيري ؟ قالوا : اللهم لا . ( * قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لأعطين الراية رجلا [20] يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه إذ رجع غيري منهزما غيري ؟ [21] قالوا : اللهم لا * ) [22] . قال : [23] فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبني وكيعة [24] : لتنتهن أو لأبعثن إليكم رجلا نفسه كنفسي ، وطاعته كطاعتي ، ومعصيته كمعصيتي [25] يفصلكم [26] بالسيف غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال [ ص: 53 ] له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد [27] سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة : جبرائيل [28] وميكائيل وإسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من القليب غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد نودي به من السماء لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له جبريل هذه [29] هي المواساة ، فقال له [30] رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إنه مني [31] وأنا منه . فقال : جبريل [32] وأنا منكما غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له [33] رسول الله - صلى الله عليه وسلم : تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - غيري [34] ؟ قالوا : اللهم لا . قال : [ ص: 54 ] فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني قاتلت على تنزيل القرآن وأنت تقاتل على تأويله غيري ؟ [35] قالوا : اللهم لا . قال فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ردت عليه الشمس حتى صلى العصر في وقتها غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال فأنشدكم بالله فيكم أحد أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذ ( براءة ) من أبي بكر ؟ فقال له أبو بكر : يا رسول الله ، أنزل [36] في شيء ؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إنه [37] لا يؤدي عني إلا علي [38] غيري ؟ قالوا اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق كافر [39] غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال فأنشدكم بالله هل تعلمون [40] أنه أمر بسد أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ما أنا سددت أبوابكم [41] ولا فتحت بابه ، بل الله سد أبوابكم وفتح بابه [ ص: 55 ] غيري ؟ قالوا : اللهم لا [42] .
( * قال : فأنشدكم بالله أتعلمون [43] أنه ناجاني [44] يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك ، فقلتم ناجاه دوننا ، فقال : ما أنا انتجيته بل الله انتجاه ، غيري ؟ قالوا : اللهم نعم * ) [45] .
قال : فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الحق مع علي وعلي مع الحق ، يزول الحق مع علي كيفما زال [46] قالوا [47] : اللهم نعم .
قال : فأنشدكم بالله أتعلمون [48] أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن تضلوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه من المشركين واضطجع في مضجعه غيري [49] ؟ [ ص: 56 ] قالوا : اللهم [50] لا .
قال : فأنشدكم بالله [51] هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد [52] ود العامري حيث [53] دعاكم إلى البراز غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه آية التطهير حيث [54] يقول : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [ سورة الأحزاب : 33 ] غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أنت سيد المؤمنين [55] غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ما سألت الله شيئا إلا وسألت لك [56] مثله غيري ؟ قالوا : اللهم [57] لا .
ومنها ما رواه أبو عمرو [58] الزاهد عن ابن عباس قال : لعلي [ ص: 57 ] أربع خصال ليست [59] لأحد من الناس غيره ، هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - [60] وهو الذي كان لواؤه [61] معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم حنين [62] ، وهو الذي غسله وأدخله قبره [63] .
وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : مررت ليلة المعراج بقوم [64] تشرشر أشداقهم ، فقلت : يا جبريل [65] من هؤلاء ؟ قال : قوم يقطعون [66] الناس بالغيبة . قال : ومررت بقوم وقد ضوضئوا [67] ، فقلت : يا جبريل [68] من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء [69] الكفار . قال : ثم عدلنا عن الطريق [70] ، فلما انتهينا إلى السماء الرابعة رأيت عليا يصلي ، فقلت : يا جبريل [71] هذا علي قد سبقنا . قال : لا ليس هذا عليا [72] . قلت : فمن هو [73] قال : إن الملائكة [ ص: 58 ] المقربين والملائكة الكروبيين لما سمعت فضائل علي وخاصته [74] وسمعت [75] قولك فيه : أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، اشتاقت إلى علي ، فخلق الله تعالى لها ملكا على صورة علي ، فإذا اشتاقت إلى علي [76] جاءت [77] إلى ذلك المكان ؛ فكأنها قد رأت عليا .
وعن ابن عباس قال : إن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم وهو نشيط : أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى . قال : فقوله : أنا الفتى ، يعني [78] هو فتى العرب [79] وقوله ابن الفتى ، يعني إبراهيم [80] من قوله تعالى : سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم [ سورة الأنبياء : 60 ] وقوله : أخو الفتى ، يعني عليا ، وهو معنى قول جبريل في [81] يوم بدر وقد عرج إلى السماء وهو فرح [82] وهو يقول [83] : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي .
[ ص: 59 ] وعن ابن عباس [84] قال : رأيت أبا ذر وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر ، لو صمتم حتى تكونوا كالأوتار ، وصليتم حتى تكونوا كالحنايا ، ما نفعكم ذلك حتى تحبوا عليا [85] .


