السبب الثالث :
nindex.php?page=treesubj&link=27341_30520_30524الأعمال الصالحة ؛ فإن الله تعالى يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114إن الحسنات يذهبن السيئات ) [ سورة هود : 114 ] وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - [
لمعاذ بن جبل يوصيه : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=664280يا nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن "
[1] .
وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ]
[2] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=689203الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " أخرجاه في الصحيحين
[3] .
وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650037من صام رمضان [ ص: 213 ] إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
[4] . وقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=651424من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه "
[5] .
وقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650497أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرا غمرا يغتسل فيه كل يوم خمس مرات ، هل كان يبقى من درنه شيء ؟ قالوا : لا . قال : كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا كما يمحو الماء الدرن " . وهذا كله في الصحيح
[6] .
[ ص: 214 ] وقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=664911الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار " رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وصححه
[7] .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ) [ سورة الصف : 10 - 12 ] .
وفي الصحيح : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=847832يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين "
[8] وما روي : أن
[ ص: 215 ] "
شهيد البحر يغفر له الدين " ، فإسناده ضعيف
[9] . والدين حق لآدمي
[10] فلا بد من استيفائه .
وفي الصحيح : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=100155صوم يوم عرفة كفارة سنتين ، وصوم [ يوم ] [11] عاشوراء كفارة سنة "
[12] . ومثل هذه النصوص كثير ، وشرح هذه الأحاديث يحتاج إلى بسط [ كثير ]
[13] .
[ ص: 216 ] فإن الإنسان قد يقول : إذا كفر عني بالصلوات
[14] [ الخمس ]
[15] ، فأي شيء تكفر [ عني ] الجمعة
[16] أو رمضان ، وكذلك صوم [ يوم ]
[17] عرفة وعاشوراء ؟ [ وبعض الناس يجيب عن هذا بأنه يكتب لهم درجات إذا لم تجد ما تكفره من السيئات ]
[18] .
فيقال
[19] : أولا :
nindex.php?page=treesubj&link=30507_30496_30524_30520العمل الذي يمحو الله به الخطايا ويكفر به [20] السيئات هو العمل المقبول .
والله تعالى إنما يتقبل من المتقين .
والناس لهم في هذه الآية ( 8 وهي قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=27إنما يتقبل الله من المتقين ) [ سورة المائدة : 27 ] 8 )
[21] [ ثلاثة أقوال ]
[22] : طرفان ووسط .
فالخوارج والمعتزلة يقولون : لا يتقبل الله إلا ممن اتقى الكبائر . وعندهم صاحب الكبيرة لا يقبل منه حسنة
[23] بحال .
والمرجئة يقولون : من اتقى الشرك . والسلف والأئمة يقولون : لا يتقبل إلا ممن اتقاه
[24] في ذلك العمل ففعله
[ ص: 217 ] كما أمر به خالصا لوجه الله تعالى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) [ سورة هود : 7 ] . قال : أخلصه وأصوبه . قيل : يا
أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن
nindex.php?page=treesubj&link=30515_30513العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل ، حتى يكون خالصا صوابا . والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .
فصاحب الكبائر
[25] إذا اتقى الله في عمل من الأعمال تقبل الله منه ، ومن هو أفضل منه إذا لم يتق الله في عمل لم يتقبله منه ، وإن تقبل منه عملا آخر .
وإذا كان الله إنما يتقبل ممن يعمل العمل على الوجه المأمور [ به ]
[26] ، ففي السنن عن
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=672598إن العبد لينصرف عن [27] صلاته ولم يكتب له منها [28] إلا نصفها ، إلا ثلثها ، إلا ربعها ، حتى قال : إلا عشرها "
[29] .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها .
وفي الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=689346رب صائم حظه من صيامه العطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر "
[30] . وكذلك الحج والجهاد وغيرهما .
[ ص: 218 ] وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ موقوفا ومرفوعا ، وهو في السنن : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=674077الغزو غزوان : فغزو يبتغى به وجه الله ، ويطاع فيه الأمير ، وتنفق فيه كرائم الأموال ، ويياسر فيه الشريك ، ويجتنب فيه الفساد ، ويتقى فيه الغلول ، فذلك الذي لا يعدله شيء . وغزو لا يبتغى به وجه الله ، ولا يطاع فيه الأمير ، ولا تنفق فيه كرائم الأموال ، ولا يياسر [31] فيه الشريك ، ولا يجتنب فيه الفساد ، ولا يتقى فيه الغلول ، فذاك حسب صاحبه أن يرجع كفافا "
[32] .
وقيل لبعض السلف : الحاج كثير . فقال : الداج كثير ، والحاج قليل . ومثل هذا كثير .
فالمحو والتكفير يقع بما يتقبل من الأعمال . وأكثر الناس يقصرون في الحسنات ، حتى في نفس صلاتهم . فالسعيد منهم من يكتب له نصفها ، وهم يفعلون السيئات كثيرا ؛ فلهذا يكفر بما يقبل من الصلوات الخمس شيء ، وبما يقبل من الجمعة شيء ، وبما يقبل من صيام رمضان شيء آخر . وكذلك سائر الأعمال ، وليس كل حسنة تمحو كل سيئة ، بل المحو يكون للصغائر تارة ، ويكون للكبائر [ تارة ]
[33] ، باعتبار الموازنة .
والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه
[ ص: 219 ] إخلاصه وعبوديته لله ، فيغفر [ الله ] له به
[34] كبائر . كما في
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وغيرهما [ عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ]
[35] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=664933يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق ، فينشر عليه تسعة وتسعون سجلا ، كل سجل منها مد البصر . فيقال : هل تنكر من هذا شيئا ؟ فيقول : لا يا رب . فيقول : لا ظلم عليك . فتخرج له بطاقة قدر الكف ، فيها شهادة أن لا إله إلا الله ، فيقول : أين تقع هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فتوضع [ هذه ] [36] البطاقة في كفة ، والسجلات في كفة ، فثقلت البطاقة وطاشت السجلات "
[37] .
فهذه
[38] حال من قالها بإخلاص وصدق ، كما قالها هذا الشخص . وإلا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم كانوا يقولون : لا إله إلا الله ،
[ ص: 220 ] ولم يترجح قولهم على سيئاتهم ، كما ترجح قول صاحب البطاقة .
وكذلك في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=661170بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه فيها العطش ، فوجد بئرا ، فنزل فيها فشرب . ثم خرج ، فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش . فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني ، فنزل البئر فملأ خفه ، ثم أمسكه بفيه حتى رقى ، فسقى الكلب ، فشكر الله له [39] ، فغفر له "
[40] .
وفي لفظ في الصحيحين : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=661171إن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش ، فنزعت [ له ] موقها ، [ فسقته به ] ، فغفر لها "
[41] . وفي لفظ [ في الصحيحين ]
[42] nindex.php?page=hadith&LINKID=653208أنها كانت بغيا من بغايا بني إسرائيل [43] .
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[ ص: 221 ] قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650615بينما رجل يمشي [ في طريق ] [44] وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له ، فغفر له "
[45] .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=688173دخلت امرأة النار في هرة ، ربطتها : لا هي أطعمتها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت "
[46] .
فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها
[47] فغفر لها ، وإلا فليس كل بغي سقت كلبا يغفر لها . وكذلك هذا الذي نحى غصن الشوك عن الطريق ، فعله إذ ذاك بإيمان خالص ، [ وإخلاص ] قائم بقلبه
[48] ، فغفر له بذلك . فإن
nindex.php?page=treesubj&link=30502الأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص ، وإن الرجلين ليكون مقامهما في الصف واحدا ، وبين
[ ص: 222 ] صلاتيهما كما بين السماء والأرض . وليس كل من نحى غصن شوك عن الطريق يغفر له .
قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=37لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) [ سورة الحج : 37 ] . فالناس
[49] يشتركون في الهدايا والضحايا ، والله لا يناله الدم المهراق ولا اللحم المأكول ، والتصدق
[50] به ، لكن يناله تقوى القلوب .
وفي الأثر :
إن الرجلين ليكون مقامهما في الصف واحدا ، وبين صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب .
فإذا عرف أن الأعمال الظاهرة يعظم قدرها [ ويصغر قدرها ]
[51] بما في القلوب ، وما في القلوب يتفاضل ، لا يعرف مقادير ما في القلوب من الإيمان إلا الله - عرف الإنسان أن ما قاله الرسول كله حق ، ولم يضرب بعضه ببعض .
وقد قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=60والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) [ سورة المؤمنون : 60 ] .
وفي
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وغيره
nindex.php?page=hadith&LINKID=680701عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - قالت : يا رسول الله ، أهو [52] الرجل يزني ويسرق [53] ويشرب الخمر ويخاف أن يعاقب ؟ قال : لا [ ص: 223 ] يا ابنة nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق ، بل هو الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ، ويخاف أن لا يتقبل منه "
[54] .
[ وقد ثبت ] في الصحيحين
[55] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=666166لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
[56] .
وذلك أن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام وقلة أهله ، وكثرة الصوارف عنه ، وضعف الدواعي
[57] إليه لا يمكن أحدا أن يحصل له مثله ممن بعدهم . وهذا مما يعرف بعضه من ذاق الأمور ، وعرف المحن والابتلاء الذي يحصل للناس ، وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة .
وهذا مما يعرف به أن
nindex.php?page=treesubj&link=31139 nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر - رضي الله عنه - لن يكون أحد مثله ، فإن اليقين والإيمان الذي كان في قلبه لا يساويه فيه أحد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر بن عياش [58] : ما سبقهم
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وقر في قلبه .
وهكذا سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول ، مؤمنين به مجاهدين معه ، إيمان ويقين لم يشركهم فيه من بعدهم .
[ ص: 224 ] و [ قد ثبت ] في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم [59] عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=913142أنه رفع رأسه إلى السماء ، وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السماء ، فقال : " النجوم أمنة للسماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي ، فإذا ذهبت [60] أصحابي أتى أمتي ما يوعدون "
[61] .
[ ص: 225 ] وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653327ليأتين على الناس زمان يغزو [ فيه ] [62] فئام من الناس ، فيقال : هل فيكم من صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فيقال : نعم ، فيفتح لهم " وفي لفظ
[63] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=661606هل فيكم من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فيقولون : نعم ، فيفتح لهم . ثم يأتي على الناس زمان يغزو [ فيه ] [64] فئام من الناس ، فيقال : هل فيكم من صحب من صحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ [65] فيقولون : نعم ، فيفتح لهم " . هذا لفظ بعض الطرق ، والثلاث الطبقات متفق عليها في جميع الطرق ، وأما الطبقة الرابعة فهي مذكورة في بعضها
[66] .
وقد ثبت ثناء النبي - صلى الله عليه وسلم - على القرون الثلاثة في عدة أحاديث صحيحة ، من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران بن حصين يقول فيها :
[ ص: 226 ] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=76718خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " ويشك بعض الرواة هل ذكر بعد [ قرنه ]
[67] قرنين أو ثلاثة
[68] .
والمقصود أن فضل الأعمال وثوابها ليس لمجرد صورها الظاهرة ، بل لحقائقها التي في القلوب . والناس يتفاضلون ذلك تفاضلا عظيما . وهذا مما يحتج به من رجح كل واحد من الصحابة على كل [ واحد ] ممن بعدهم
[69] ، فإن العلماء متفقون على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28811جملة الصحابة أفضل من جملة التابعين ، لكن هل يفضل كل واحد من الصحابة على كل واحد ممن بعدهم ، ويفضل
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية على
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز ؟
ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض [ وغيره ]
[70] في ذلك قولين ، وأن الأكثرين يفضلون كل واحد من الصحابة ، وهذا مأثور عن
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل وغيرهما .
ومن حجة هؤلاء أن أعمال التابعين وإن كانت أكثر ، وعدل
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز أظهر من عدل
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، وهو أزهد من
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، لكن الفضائل عند الله بحقائق الإيمان الذي في القلوب . وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=675962لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
[71] .
قالوا : فنحن قد نعلم أن أعمال [ بعض ]
[72] من بعدهم أكثر من أعمال بعضهم ، لكن من أين نعلم
[73] أن ما في قلبه من الإيمان أعظم مما في قلب ذلك ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخبر أن جبل ذهب من الذين
[ ص: 227 ] أسلموا
[74] بعد
الحديبية لا يساوي نصف مد من السابقين . ومعلوم فضل النفع المتعدي بعمر بن عبد العزيز : أعطى الناس حقوقهم وعدل فيهم ، فلو قدر أن الذي أعطاهم ملكه ، وقد تصدق به عليهم ، لم يعدل ذلك مما أنفقه
[75] السابقون إلا شيئا يسيرا . وأين مثل جبل أحد ذهبا حتى ينفقه الإنسان ، وهو لا يصير مثل نصف مد ؟
ولهذا يقول من يقول من السلف : غبار دخل [ في ]
[76] أنف
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من [ عمل ]
[77] nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز .
وهذه المسألة تحتاج إلى بسط وتحقيق ليس هذا موضعه ، إذ المقصود هنا أن الله - سبحانه - مما يمحو به السيئات الحسنات ، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=28847الحسنات تتفاضل بحسب ما في قلب صاحبها من الإيمان والتقوى . وحينئذ فيعرف أن من هو دون الصحابة قد تكون له حسنات تمحو مثل ما يذم من أحدهم ، [ فكيف الصحابة ؟ ]
[78] .
السَّبَبُ الثَّالِثُ :
nindex.php?page=treesubj&link=27341_30520_30524الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=114إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) [ سُورَةُ هُودٍ : 114 ] وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [
لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ يُوصِيهِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=664280يَا nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ "
[1] .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ ]
[2] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=689203الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ
[3] .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650037مَنْ صَامَ رَمَضَانَ [ ص: 213 ] إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "
[4] . وَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=651424مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "
[5] .
وَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650497أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ بِبَابِ أَحَدِكُمْ نَهْرًا غَمْرًا يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، هَلْ كَانَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ؟ قَالُوا : لَا . قَالَ : كَذَلِكَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا كَمَا يَمْحُو الْمَاءُ الدَّرَنَ " . وَهَذَا كُلُّهُ فِي الصَّحِيحِ
[6] .
[ ص: 214 ] وَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=664911الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ " رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
[7] .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [ سُورَةُ الصَّفِّ : 10 - 12 ] .
وَفِي الصَّحِيحِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=847832يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الدَّيْنَ "
[8] وَمَا رُوِيَ : أَنَّ
[ ص: 215 ] "
شَهِيدَ الْبَحْرِ يُغْفَرُ لَهُ الدَّيْنُ " ، فَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ
[9] . وَالدَّيْنُ حَقٌّ لِآدَمِيٍّ
[10] فَلَا بُدَّ مِنِ اسْتِيفَائِهِ .
وَفِي الصَّحِيحِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=100155صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ ، وَصَوْمُ [ يَوْمِ ] [11] عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ "
[12] . وَمِثْلُ هَذِهِ النُّصُوصِ كَثِيرٌ ، وَشَرْحُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ يَحْتَاجُ إِلَى بَسْطٍ [ كَثِيرٍ ]
[13] .
[ ص: 216 ] فَإِنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ يَقُولُ : إِذَا كُفِّرَ عَنِّي بِالصَّلَوَاتِ
[14] [ الْخَمْسِ ]
[15] ، فَأَيُّ شَيْءٍ تُكَفِّرُ [ عَنِّي ] الْجُمُعَةُ
[16] أَوْ رَمَضَانُ ، وَكَذَلِكَ صَوْمُ [ يَوْمِ ]
[17] عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ ؟ [ وَبَعْضُ النَّاسِ يُجِيبُ عَنْ هَذَا بِأَنَّهُ يُكْتَبُ لَهُمْ دَرَجَاتٌ إِذَا لَمْ تَجِدْ مَا تُكَفِّرُهُ مِنَ السَّيِّئَاتِ ]
[18] .
فَيُقَالُ
[19] : أَوَّلًا :
nindex.php?page=treesubj&link=30507_30496_30524_30520الْعَمَلُ الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيُكَفِّرُ بِهِ [20] السَّيِّئَاتِ هُوَ الْعَمَلُ الْمَقْبُولُ .
وَاللَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .
وَالنَّاسُ لَهُمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ( 8 وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=27إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) [ سُورَةُ الْمَائِدَةِ : 27 ] 8 )
[21] [ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ ]
[22] : طَرَفَانِ وَوَسَطٌ .
فَالْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ يَقُولُونَ : لَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ إِلَّا مِمَّنِ اتَّقَى الْكَبَائِرَ . وَعِنْدَهُمْ صَاحِبُ الْكَبِيرَةِ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ حَسَنَةٌ
[23] بِحَالٍ .
وَالْمُرْجِئَةُ يَقُولُونَ : مَنِ اتَّقَى الشِّرْكَ . وَالسَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ يَقُولُونَ : لَا يَتَقَبَّلُ إِلَّا مِمَّنِ اتَّقَاهُ
[24] فِي ذَلِكَ الْعَمَلِ فَفَعَلَهُ
[ ص: 217 ] كَمَا أُمِرَ بِهِ خَالِصًا لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14919الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=7لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) [ سُورَةُ هُودٍ : 7 ] . قَالَ : أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ . قِيلَ : يَا
أَبَا عَلِيٍّ مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ؟ قَالَ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30515_30513الْعَمَلَ إِذَا كَانَ خَالِصًا وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ ، حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا . وَالْخَالِصُ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ ، وَالصَّوَابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ .
فَصَاحِبُ الْكَبَائِرِ
[25] إِذَا اتَّقَى اللَّهَ فِي عَمَلٍ مِنَ الْأَعْمَالِ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ ، وَمَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ إِذَا لَمْ يَتَّقِ اللَّهَ فِي عَمَلٍ لَمْ يَتَقَبَّلْهُ مِنْهُ ، وَإِنْ تَقَبَّلَ مِنْهُ عَمَلًا آخَرَ .
وَإِذَا كَانَ اللَّهُ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ مِمَّنْ يَعْمَلُ الْعَمَلَ عَلَى الْوَجْهِ الْمَأْمُورِ [ بِهِ ]
[26] ، فَفِي السُّنَنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=672598إِنَّ الْعَبْدَ لَيَنْصَرِفُ عَنْ [27] صَلَاتِهِ وَلَمْ يُكْتَبْ لَهُ مِنْهَا [28] إِلَّا نِصْفُهَا ، إِلَّا ثُلْثُهَا ، إِلَّا رُبْعُهَا ، حَتَّى قَالَ : إِلَّا عُشْرُهَا "
[29] .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلَاتِكَ إِلَّا مَا عَقَلْتَ مِنْهَا .
وَفِي الْحَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=689346رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْعَطَشُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ "
[30] . وَكَذَلِكَ الْحَجُّ وَالْجِهَادُ وَغَيْرُهُمَا .
[ ص: 218 ] وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذٍ مَوْقُوفًا وَمَرْفُوعًا ، وَهُوَ فِي السُّنَنِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=674077الْغَزْوُ غَزْوَانِ : فَغَزْوٌ يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ ، وَيُطَاعُ فِيهِ الْأَمِيرُ ، وَتُنْفَقُ فِيهِ كَرَائِمُ الْأَمْوَالِ ، وَيُيَاسَرُ فِيهِ الشَّرِيكُ ، وَيُجْتَنَبُ فِيهِ الْفَسَادُ ، وَيُتَّقَى فِيهِ الْغُلُولُ ، فَذَلِكَ الَّذِي لَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ . وَغَزْوٌ لَا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ ، وَلَا يُطَاعُ فِيهِ الْأَمِيرُ ، وَلَا تُنْفَقُ فِيهِ كَرَائِمُ الْأَمْوَالِ ، وَلَا يُيَاسَرُ [31] فِيهِ الشَّرِيكُ ، وَلَا يُجْتَنَبُ فِيهِ الْفَسَادُ ، وَلَا يُتَّقَى فِيهِ الْغُلُولُ ، فَذَاكَ حَسْبُ صَاحِبِهِ أَنْ يَرْجِعَ كَفَافًا "
[32] .
وَقِيلَ لِبَعْضِ السَّلَفِ : الْحَاجُّ كَثِيرٌ . فَقَالَ : الدَّاجُّ كَثِيرٌ ، وَالْحَاجُّ قَلِيلٌ . وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ .
فَالْمَحْوُ وَالتَّكْفِيرُ يَقَعُ بِمَا يُتَقَبَّلُ مِنَ الْأَعْمَالِ . وَأَكْثَرُ النَّاسِ يُقَصِّرُونَ فِي الْحَسَنَاتِ ، حَتَّى فِي نَفْسِ صَلَاتِهِمْ . فَالسَّعِيدُ مِنْهُمْ مَنْ يُكْتَبُ لَهُ نِصْفُهَا ، وَهُمْ يَفْعَلُونَ السَّيِّئَاتِ كَثِيرًا ؛ فَلِهَذَا يُكَفَّرُ بِمَا يُقْبَلُ مِنَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ شَيْءٌ ، وَبِمَا يُقْبَلُ مِنَ الْجُمُعَةِ شَيْءٌ ، وَبِمَا يُقْبَلُ مِنْ صِيَامِ رَمَضَانَ شَيْءٌ آخَرُ . وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَعْمَالِ ، وَلَيْسَ كُلُّ حَسَنَةٍ تَمْحُو كُلَّ سَيِّئَةٍ ، بَلِ الْمَحْوُ يَكُونُ لِلصَّغَائِرِ تَارَةً ، وَيَكُونُ لِلْكَبَائِرِ [ تَارَةً ]
[33] ، بِاعْتِبَارِ الْمُوَازَنَةِ .
وَالنَّوْعُ الْوَاحِدُ مِنَ الْعَمَلِ قَدْ يَفْعَلُهُ الْإِنْسَانُ عَلَى وَجْهٍ يَكْمُلُ فِيهِ
[ ص: 219 ] إِخْلَاصُهُ وَعُبُودِيَّتُهُ لِلَّهِ ، فَيَغْفِرُ [ اللَّهُ ] لَهُ بِهِ
[34] كَبَائِرَ . كَمَا فِي
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنِ مَاجَهْ وَغَيْرِهِمَا [ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ]
[35] عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=664933يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ ، فَيُنْشَرُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا ، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ . فَيُقَالُ : هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ . فَيَقُولُ : لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ . فَتَخْرُجُ لَهُ بِطَاقَةٌ قَدْرَ الْكَفِّ ، فِيهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَيَقُولُ : أَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ ؟ فَتُوضَعُ [ هَذِهِ ] [36] الْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ ، وَالسِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ ، فَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ وَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ "
[37] .
فَهَذِهِ
[38] حَالُ مَنْ قَالَهَا بِإِخْلَاصٍ وَصِدْقٍ ، كَمَا قَالَهَا هَذَا الشَّخْصُ . وَإِلَّا فَأَهْلُ الْكَبَائِرِ الَّذِينَ دَخَلُوا النَّارَ كُلُّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ،
[ ص: 220 ] وَلَمْ يَتَرَجَّحْ قَوْلُهُمْ عَلَى سَيِّئَاتِهِمْ ، كَمَا تَرَجَّحَ قَوْلُ صَاحِبِ الْبِطَاقَةِ .
وَكَذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=661170بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ فِيهَا الْعَطَشُ ، فَوَجَدَ بِئْرًا ، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ . ثُمَّ خَرَجَ ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ . فَقَالَ الرَّجُلُ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي ، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقَى ، فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ [39] ، فَغَفَرَ لَهُ "
[40] .
وَفِي لَفْظٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=661171إِنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ ، فَنَزَعَتْ [ لَهُ ] مُوقَهَا ، [ فَسَقَتْهُ بِهِ ] ، فَغُفِرَ لَهَا "
[41] . وَفِي لَفْظٍ [ فِي الصَّحِيحَيْنِ ]
[42] nindex.php?page=hadith&LINKID=653208أَنَّهَا كَانَتْ بَغِيًّا مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ [43] .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[ ص: 221 ] قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650615بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي [ فِي طَرِيقٍ ] [44] وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ "
[45] .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=688173دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ ، رَبَطَتْهَا : لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا ، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ "
[46] .
فَهَذِهِ سَقَتِ الْكَلْبَ بِإِيمَانٍ خَالِصٍ كَانَ فِي قَلْبِهَا
[47] فَغُفِرَ لَهَا ، وَإِلَّا فَلَيْسَ كُلُّ بَغِيٍّ سَقَتْ كَلْبًا يُغْفَرْ لَهَا . وَكَذَلِكَ هَذَا الَّذِي نَحَّى غُصْنَ الشَّوْكِ عَنِ الطَّرِيقِ ، فَعَلَهُ إِذْ ذَاكَ بِإِيمَانٍ خَالِصٍ ، [ وَإِخْلَاصٍ ] قَائِمٍ بِقَلْبِهِ
[48] ، فَغُفِرَ لَهُ بِذَلِكَ . فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30502الْأَعْمَالَ تَتَفَاضَلُ بِتَفَاضُلِ مَا فِي الْقُلُوبِ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْإِخْلَاصِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَكُونُ مَقَامُهُمَا فِي الصَّفِّ وَاحِدًا ، وَبَيْنَ
[ ص: 222 ] صَلَاتَيْهِمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ . وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ نَحَّى غُصْنَ شَوْكٍ عَنِ الطَّرِيقِ يُغْفَرُ لَهُ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=37لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) [ سُورَةُ الْحَجِّ : 37 ] . فَالنَّاسُ
[49] يَشْتَرِكُونَ فِي الْهَدَايَا وَالضَّحَايَا ، وَاللَّهُ لَا يَنَالُهُ الدَّمُ الْمُهْرَاقُ وَلَا اللَّحْمُ الْمَأْكُولُ ، وَالتَّصَدُّقُ
[50] بِهِ ، لَكِنْ يَنَالُهُ تَقْوَى الْقُلُوبِ .
وَفِي الْأَثَرِ :
إِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَكُونُ مَقَامُهُمَا فِي الصَّفِّ وَاحِدًا ، وَبَيْنَ صَلَاتَيْهِمَا كَمَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ .
فَإِذَا عُرِفَ أَنَّ الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ يَعْظُمُ قَدْرُهَا [ وَيَصْغُرُ قَدْرُهَا ]
[51] بِمَا فِي الْقُلُوبِ ، وَمَا فِي الْقُلُوبِ يَتَفَاضَلُ ، لَا يَعْرِفُ مَقَادِيرَ مَا فِي الْقُلُوبِ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا اللَّهُ - عَرَفَ الْإِنْسَانُ أَنَّ مَا قَالَهُ الرَّسُولُ كُلَّهُ حَقٌّ ، وَلَمْ يَضْرِبْ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ .
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=60وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) [ سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ : 60 ] .
وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=680701عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَهُوَ [52] الرَّجُلُ يَزْنِي وَيَسْرِقُ [53] وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ وَيَخَافُ أَنْ يُعَاقَبَ ؟ قَالَ : لَا [ ص: 223 ] يَا ابْنَةَ nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقِ ، بَلْ هُوَ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ ، وَيَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ "
[54] .
[ وَقَدْ ثَبَتَ ] فِي الصَّحِيحَيْنِ
[55] عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=666166لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أَحَدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ "
[56] .
وَذَلِكَ أَنَّ الْإِيمَانَ الَّذِي كَانَ فِي قُلُوبِهِمْ حِينَ الْإِنْفَاقِ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ وَقِلَّةِ أَهْلِهِ ، وَكَثْرَةِ الصَّوَارِفِ عَنْهُ ، وَضَعْفِ الدَّوَاعِي
[57] إِلَيْهِ لَا يُمْكِنُ أَحَدًا أَنْ يَحْصُلَ لَهُ مِثْلُهُ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ . وَهَذَا مِمَّا يَعْرِفُ بَعْضَهُ مَنْ ذَاقَ الْأُمُورَ ، وَعَرَفَ الْمِحَنَ وَالِابْتِلَاءَ الَّذِي يَحْصُلُ لِلنَّاسِ ، وَمَا يَحْصُلُ لِلْقُلُوبِ مِنَ الْأَحْوَالِ الْمُخْتَلِفَةِ .
وَهَذَا مِمَّا يُعْرَفُ بِهِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31139 nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَنْ يَكُونَ أَحَدٌ مِثْلَهُ ، فَإِنَّ الْيَقِينَ وَالْإِيمَانَ الَّذِي كَانَ فِي قَلْبِهِ لَا يُسَاوِيهِ فِيهِ أَحَدٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ [58] : مَا سَبَقَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ بِكَثْرَةِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ ، وَلَكِنْ بِشَيْءٍ وَقَرَ فِي قَلْبِهِ .
وَهَكَذَا سَائِرُ الصَّحَابَةِ حَصَلَ لَهُمْ بِصُحْبَتِهِمْ لِلرَّسُولِ ، مُؤْمِنِينَ بِهِ مُجَاهِدِينَ مَعَهُ ، إِيمَانٌ وَيَقِينٌ لَمْ يُشْرِكْهُمْ فِيهِ مَنْ بَعْدَهُمْ .
[ ص: 224 ] وَ [ قَدْ ثَبَتَ ] فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ [59] عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=913142أَنَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : " النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي ، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي ، فَإِذَا ذَهَبَتْ [60] أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ "
[61] .
[ ص: 225 ] وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653327لَيَأْتِينَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو [ فِيهِ ] [62] فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ : هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ فَيُقَالُ : نَعَمْ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ " وَفِي لَفْظٍ
[63] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=661606هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ . ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو [ فِيهِ ] [64] فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ : هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ [65] فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ " . هَذَا لَفْظُ بَعْضِ الطُّرُقِ ، وَالثَّلَاثُ الطَّبَقَاتُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا فِي جَمِيعِ الطُّرُقِ ، وَأَمَّا الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ فَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي بَعْضِهَا
[66] .
وَقَدْ ثَبَتَ ثَنَاءُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ صَحِيحَةٍ ، مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ nindex.php?page=showalam&ids=40وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ يَقُولُ فِيهَا :
[ ص: 226 ] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=76718خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " وَيَشُكُّ بَعْضُ الرُّوَاةِ هَلْ ذَكَرَ بَعْدَ [ قَرْنِهِ ]
[67] قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً
[68] .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ فَضْلَ الْأَعْمَالِ وَثَوَابَهَا لَيْسَ لِمُجَرَّدِ صُوَرِهَا الظَّاهِرَةِ ، بَلْ لِحَقَائِقِهَا الَّتِي فِي الْقُلُوبِ . وَالنَّاسُ يَتَفَاضَلُونَ ذَلِكَ تُفَاضُلًا عَظِيمًا . وَهَذَا مِمَّا يَحْتَجُّ بِهِ مَنْ رَجَّحَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ عَلَى كُلِّ [ وَاحِدٍ ] مِمَّنْ بَعْدَهُمْ
[69] ، فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28811جُمْلَةَ الصَّحَابَةِ أَفْضَلُ مِنْ جُمْلَةِ التَّابِعِينَ ، لَكِنْ هَلْ يُفَضَّلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ ، وَيُفَضَّلُ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ؟
ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14961الْقَاضِي عِيَاضٌ [ وَغَيْرُهُ ]
[70] فِي ذَلِكَ قَوْلَيْنِ ، وَأَنَّ الْأَكْثَرِينَ يُفَضِّلُونَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَهَذَا مَأْثُورٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنِ الْمُبَارَكِ nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِمَا .
وَمِنْ حُجَّةِ هَؤُلَاءِ أَنَّ أَعْمَالَ التَّابِعِينَ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ ، وَعَدْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَظْهَرُ مِنْ عَدْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ ، وَهُوَ أَزْهَدُ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ ، لَكِنَّ الْفَضَائِلَ عِنْدَ اللَّهِ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ الَّذِي فِي الْقُلُوبِ . وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=675962لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ "
[71] .
قَالُوا : فَنَحْنُ قَدْ نَعْلَمُ أَنَّ أَعْمَالَ [ بَعْضِ ]
[72] مَنْ بَعْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَعْمَالِ بَعْضِهِمْ ، لَكِنْ مِنْ أَيْنَ نَعْلَمُ
[73] أَنَّ مَا فِي قَلْبِهِ مِنِ الْإِيمَانِ أَعْظَمُ مِمَّا فِي قَلْبِ ذَلِكَ ، وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُخْبِرُ أَنَّ جَبَلَ ذَهَبٍ مِنَ الَّذِينَ
[ ص: 227 ] أَسْلَمُوا
[74] بَعْدَ
الْحُدَيْبِيَةِ لَا يُسَاوِي نِصْفَ مُدٍّ مِنَ السَّابِقِينَ . وَمَعْلُومٌ فَضْلُ النَّفْعِ الْمُتَعَدِّي بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أَعْطَى النَّاسَ حُقُوقَهُمْ وَعَدَلَ فِيهِمْ ، فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ الَّذِي أَعْطَاهُمْ مُلْكُهُ ، وَقَدْ تَصَدَّقَ بِهِ عَلَيْهِمْ ، لَمْ يَعْدِلْ ذَلِكَ مِمَّا أَنْفَقَهُ
[75] السَّابِقُونَ إِلَّا شَيْئًا يَسِيرًا . وَأَيْنَ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا حَتَّى يُنْفِقَهُ الْإِنْسَانُ ، وَهُوَ لَا يَصِيرُ مِثْلَ نِصْفِ مُدٍّ ؟
وَلِهَذَا يَقُولُ مَنْ يَقُولُ مِنَ السَّلَفِ : غُبَارٌ دَخَلَ [ فِي ]
[76] أَنْفِ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَفْضَلُ مِنْ [ عَمَلِ ]
[77] nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ .
وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ تَحْتَاجُ إِلَى بَسْطٍ وَتَحْقِيقٍ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ ، إِذِ الْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ - مِمَّا يَمْحُو بِهِ السَّيِّئَاتِ الْحَسَنَاتُ ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28847الْحَسَنَاتِ تَتَفَاضَلُ بِحَسْبِ مَا فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا مِنَ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى . وَحِينَئِذٍ فَيُعْرَفُ أَنَّ مَنْ هُوَ دُونَ الصَّحَابَةِ قَدْ تَكُونُ لَهُ حَسَنَاتٌ تَمْحُو مِثْلَ مَا يُذَمُّ مِنْ أَحَدِهِمْ ، [ فَكَيْفَ الصَّحَابَةُ ؟ ]
[78] .