الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  فصل

                  قال الرافضي [1] : " وأيضا الإجماع إما أن يعتبر فيه قول كل الأمة ، ومعلوم أنه لم يحصل ، بل ولا إجماع أهل المدينة أو بعضهم ، وقد أجمع أكثر الناس على قتل عثمان " .

                  والجواب : أن يقال أما الإجماع على الإمامة  ، فإن أريد به الإجماع الذي ينعقد به الإمامة ، فهذا يعتبر فيه موافقة أهل الشوكة بحيث يكون متمكنا بهم من تنفيذ مقاصد الإمامة حتى إذا كان رءوس الشوكة عددا قليلا ، ومن سواهم موافق لهم حصلت الإمامة بمبايعتهم له . هذا هو الصواب الذي عليه أهل السنة وهو مذهب الأئمة كأحمد وغيره .

                  وأما أهل الكلام فقدرها كل منهم بعدد ، وهي تقديرات باطلة .

                  وإن أريد به الإجماع على الاستحقاق والأولوية ، فهذا يعتبر فيه إما الجميع وإما الجمهور وهذه الثلاثة حاصلة في خلافة أبي بكر .

                  وأما عثمان فلم يتفق على قتله إلا طائفة قليلة ، لا يبلغون نصف عشر عشر عشر الأمة ؛ كيف وأكثر جيش علي والذين قاتلوه والذين قعدوا عن القتال لم يكونوا من قتلة عثمان  ؟ وإنما كان قتلة عثمان فرقة يسيرة من عسكر علي .

                  [ ص: 357 ] والأمة كانوا في خلافة عثمان مئي ألوف [2] ، والذين اتفقوا على قتله الألف أو نحوهم ، وقد قال عبد الله بن الزبير يعيب قتلة عثمان : " خرجوا عليه كاللصوص من وراء القرية ، وقتلهم الله كل قتلة ، ونجا من نجا منهم تحت بطون الكواكب " .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية