الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وإنما [ كان ] المقصود [ هنا ] التنبيه [1] على مآخذ المسلمين في مسألة التعليل . فالمجوزون للتعليل يقولون : الذي دل عليه الشرع والعقل أن كل ما سوى الله محدث كائن بعد أن لم يكن ، وأما كون الرب لم يزل معطلا عن الفعل ثم فعل ، فهذا ليس في الشرع ولا في العقل  [2] ما يثبته ، بل كلاهما يدل على نقيضه .

                  وإذا عرف الفرق بين نوع الحوادث وبين أعيانها ، وعلم الفرق بين قول المسلمين وأهل الملل وأساطين الفلاسفة الذين يقولون بحدوث كل واحد واحد من العالم العلوي والسفلي ، وبين قول أرسطو وأتباعه الذين يقولون بقدم الأفلاك والعناصر ، تبين [3] ما في هذا الباب من الخطأ والصواب ، وهو من أجل المعارف وأعلى العلوم ، فهذا جواب من يقول بالتعليل لمن احتج عليه بالتسلسل في الآثار [4] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية