الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب صهيب

                                                              1226 - صهيب بن سنان الرومي ، يعرف بذلك لأنه أخذ لسان الروم إذ سبوه وهو صغير ، وهو نمري من النمر بن قاسط ، لا يختلفون في ذلك [ ص: 727 ] .

                                                              قال موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب : وممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمر بن قاسط صهيب بن سنان .  

                                                              وفي كتاب البخاري ، عن محمد بن سيرين ، قال : كان صهيب من [العرب من] النمر بن قاسط .

                                                              وقال ابن إسحاق : هو صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن طفيل بن عامر بن جندلة [بن كعب ] بن سعد [بن خزيمة بن كعب بن سعد ] ، شهد بدرا ، إلى هنا نسبه ابن إسحاق .

                                                              وقال : يزعمون أنه من النمر بن قاسط .

                                                              ونسبه الواقدي ، وخليفة بن خياط ، وابن الكلبي ، وغيرهم ، فقالوا : هو صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن عقيل بن كعب بن سعد .

                                                              ومنهم من يقول : ابن سفيان بن جندلة بن مسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط .

                                                              كان أبوه سنان بن مالك أو عمه عاملا لكسرى على الأبلة ، وكانت منازلهم بأرض الموصل في قرية من شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل ، فأغارت الروم على تلك الناحية ، فسبت صهيبا وهو غلام صغير ، فنشأ صهيب بالروم ، فصار ألكن ، فابتاعته منهم كلب ، ثم قدمت به مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي منهم ، فأعتقه ، فأقام معه بمكة حتى هلك عبد الله بن جدعان ، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 728 ] .

                                                              وأما [أهل ] صهيب وولده فيزعمون أنه إنما هرب من الروم حين عقل وبلغ ، فقدم مكة ، فحالف عبد الله بن جدعان ، وأقام معه إلى أن هلك .

                                                              وكان صهيب فيما ذكروا أحمر شديد الحمرة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، وهو إلى القصر أقرب ، كثير شعر الرأس .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية