الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              قال أبو عمر : وكان صهيب مع فضله وورعه حسن الخلق مداعبا ،  روينا عنه أنه قال : جئت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بقباء ، وبين أيديهم رطب وتمر ، وأنا أرمد فأكلت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نأكل التمر على عينك ؟ فقلت : يا رسول الله ، آكل في شق عيني الصحيحة . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه . وأوصى إليه عمر بالصلاة بجماعة المسلمين حتى يتفق أهل الشورى ، استخلفه على ذلك ثلاثا ، وهذا مما أجمع عليه أهل السير والعلم بالخبر حدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، [قال : ] ، حدثنا ثابت ، عن معاوية بن قرة ، عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان مر على سلمان ، وصهيب ، وبلال ، فقالوا : ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها ؟ [ ص: 733 ] فقال لهم أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها ؟ ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالوا . فقال : يا أبا بكر ، لعلك أغضبتهم ، والذي نفسي بيده لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك . فرجع فقال : يا إخواني ، لعلي أغضبتكم . فقالوا : يا أبا بكر يغفر الله لك . وفضائل صهيب ، وسلمان ، وبلال ، وعمار ، وخباب ، والمقداد ، وأبي ذر ، لا يحيط بها كتاب ، وقد عاتب الله تعالى نبيه فيهم في آيات من الكتاب .

                                                              ومات صهيب بالمدينة سنة ثمان وثمانين في شوال . وقيل : مات في سنة تسع وثلاثين ، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة . وقيل : ابن تسعين ، ودفن بالبقيع .  

                                                              وروى عنه من الصحابة عبد الله بن عمر ، ومن التابعين كعب الأحبار ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأسلم مولى عمر ، وجماعة . يعد في المدنيين .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية