وقد أتي عبد المطلب بن هاشم بأبيه عامر بن كريز وهو ابن ابنته أم حكيم البيضاء، فتأمله عبد المطلب، وقال: ما ولدنا ولدا أحرص منه، وكانت أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم تحت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فولدت له عامرا أبا عبد الله بن عامر هذا. وقد روى عبد الله بن عامر هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما أظنه سمع منه ولا حفظ عنه.
ذكر البغوي، عن عن أبيه، عن مصعب الزبيري، عن مصعب بن ثابت، عن حنظلة بن قيس، عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر بن كريز، قالا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد. رواه موسى بن هارون الحمال، عن معصب بإسناده سواء.
قال وغيره: كان الزبير عبد الله بن عامر سخيا، كريما حليما، ميمون النقيبة، كثير المناقب، هو افتتح خراسان، وقتل كسرى في ولايته، وأحرم من نيسابور شكرا لله تعالى، وهو الذي عمل السقايات بعرفة.
قال صالح بن الوجيه، وفي سنة تسع وعشرين عزل وخليفة بن خياط: عثمان عن أبا موسى الأشعري البصرة، وعثمان بن أبي العاص عن فارس، وجمع ذلك كله لعبد الله بن عامر بن كريز. وقال صالح: وهو ابن أربع وعشرين سنة [ ص: 933 ] .
وقال أبو اليقظان: قدم ابن عامر البصرة واليا عليها، وهو ابن أربع أو خمس وعشرين سنة، ولم يختلفوا أنه افتتح أطراف فارس كلها، وعامة خراسان وأصبهان وحلوان وكرمان، وهو الذي شق نهر البصرة، ولم يزل واليا لعثمان على البصرة إلى أن قتل رضي الله عنه، وكان ابن عمته، لأن أم عثمان عثمان أروى بنت كريز، ثم عقد له على معاوية البصرة، ثم عزله عنها، وكان أحد الأجواد، أوصى إلى عبد الله بن الزبير، ومات قبله بيسير، وهو الذي يقول فيه زياد يرثيه:
فإن الذي أعطى العراق ابن عامر لربي الذي أرجو لستر مفاقري
وفيه يقول زياد الأعجم:أخ لك لا تراه الدهر إلا على العلات بساما جوادا
أخ لك ما مودته بمزق إذا ما عاد فقر أخيه عادا
سألناه الجزيل فما تلكا وأعطى فوق منيتنا وزادا
وأحسن ثم أحسن ثم عدنا فأحسن ثم عدت له فعادا
مرارا ما رجعت إليه إلا تبسم ضاحكا وثنى الوسادا