باب قدامة
2108 - قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، القرشي الجمحي، يكنى أبا عمرو. وقيل أبا عمر. والأول أشهر وأكثر.
أمه امرأة من بني جمح، وهو خال عبد الله وحفصة ابني عمر بن الخطاب.
وكانت تحته صفية بنت الخطاب أخت هاجر إلى عمر بن الخطاب. أرض الحبشة مع أخويه: عثمان بن مظعون، وعبد الله بن مظعون، ثم شهد بدرا وسائر المشاهد، واستعمله رضي الله عنه على عمر بن الخطاب البحرين، ثم عزله، وولى عثمان بن أبي العاص.
وكان سبب عزله ما رواه عن معمر قال: أخبرني ابن شهاب، أن عبد الله بن عامر بن ربيعة استعمل عمر بن الخطاب على قدامة بن مظعون البحرين - وهو خال عبد الله فقدم وحفصة ابني عمر بن الخطاب، الجارود سيد عبد القيس على من عمر بن الخطاب البحرين، فقال: يا أمير المؤمنين، إن قدامة شرب فسكر، وإني رأيت حدا من حدود الله حقا علي أن أرفعه إليك. فقال من يشهد معك؟ فقال: عمر: فدعي أبو هريرة. [ ص: 1278 ] فقال: بم تشهد؟ فقال: لم أره يشرب، ولكني رأيته سكران يقيء، فقال أبو هريرة لقد تنطعت في الشهادة. ثم كتب إلى عمر: قدامة أن يقدم عليه من البحرين. فقدم، فقال الجارود لعمر: أقم على هذا كتاب الله. فقال عمر:
أخصيم أنت أم شهيد؟ فقال: شهيد. فقال: قد أديت شهادتك. قال:
فصمت الجارود، ثم غدا على فقال: أقم على هذا حد الله. فقال عمر ما أراك إلا خصيما، وما شهد معك إلا رجل واحد. فقال عمر: الجارود:
إني أنشدك الله! قال لتمسكن لسانك أو لأسوأنك فقال: يا عمر: أما والله ما ذلك بالحق أن يشرب الخمر ابن عمك وتسوءني. فقال عمر، أبو هريرة:
إن كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها - وهي امرأة قدامة. فأرسل إلى عمر هند بنت الوليد ينشدها. فأقامت الشهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة: إني حادك. فقال: لو شربت، كما يقولون، ما كان لكم أن تحدوني. فقال لم؟ قال عمر: قدامة: قال الله عز وجل :
ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ... الآية. قال أخطأت التأويل، إنك إذا اتقيت الله اجتنبت ما حرم عليك، ثم أقبل عمر: على الناس فقال: عمر
ماذا ترون في جلد قدامة؟ فقالوا: لا نرى أن تجلده ما كان مريضا.
فسكت على ذلك أياما، ثم أصبح يوما، وقد عزم على جلده، فقال لأصحابه: ما ترون في جلد قدامة؟ فقال القوم: ما نرى أن تجلده ما كان [ ص: 1279 ] وجعا. فقال رضي الله عنه: لأن يلقى الله وهو تحت السياط أحب إلي من أن ألقاه وهو في عنقي. إيتوني بسوط تام. فأمر عمر عمر بقدامة فجلده، فغاضب عمر قدامة، وهجره، فحج رضي الله عنه عمر وقدامة معه مغاضبا له، فلما قفلا من حجهما ونزل بالسقيا نام، فلما استيقظ من نومه قال: عجلوا علي عمر بقدامة، فوالله لقد أتاني آت في منامي فقال: سالم قدامة، فإنه أخوك، فعجلوا علي به، فلما أتوه أبى أن يأتي، فأمر به رضي الله عنه إن أبى أن يجروه، فكلمه عمر واستغفر له، فكان ذلك أول صلحهما. عمر،
حدثنا خلف بن سعيد، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا حدثنا أحمد بن خالد، إسحاق بن إبراهيم، حدثنا حدثنا عبد الرزاق، قال: ابن جريج،
سمعت قال: لم يحد في الخمر أحد من أهل أيوب بن أبي تميمة، بدر إلا قدامة بن مظعون.
وتوفي قدامة سنة ست وثلاثين، وهو ابن ثمان وستين سنة.