الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              3078 - أبو عبيدة بن الجراح قيل اسمه عامر بن الجراح وقيل : عبد الله بن عامر بن الجراح . والصحيح أن اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري . شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وما بعدها من المشاهد كلها .

                                                              وذكر ابن إسحاق والواقدي أنه هاجر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة ، ولم يذكر ذلك ابن عقبة ولا غيره .

                                                              وهو الذي انتزع من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقتي الدرع يوم أحد فسقطت ثنيتاه ، وكان لذلك أثرم ، وكان نحيفا معروق الوجه ، طوالا أجنأ ، وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، وكان من كبار الصحابة وفضلائهم ، وأهل السابقة منهم رضوان الله عليهم [ ص: 1711 ] أجمعين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح .  وقال أبو بكر الصديق يوم السقيفة : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين - يعني عمر وأبا عبيدة . وقال عمر إذ دخل عليه الشام وهو أميرها : كلنا غيرته الدنيا غيرك يا أبا عبيدة .  وله فضائل جمة .

                                                              توفي رضي الله عنه وهو ابن ثمان وخمسين سنة في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة بالأردن من الشام وبها قبره ، وصلى عليه معاذ بن جبل ، ونزل في قبره معاذ ، وعمرو بن العاص ، والضحاك بن قيس وذكر المدائني ، عن العجلاني ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان - قال : مات في طاعون عمواس ستة وعشرون ألفا . ويقال : مات فيه من آل صخر عشرون فتى ، ومن آل الوليد بن المغيرة عشرون فتى . وقيل : بل من ولد خالد بن الوليد .

                                                              حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أبو خليفة ، حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا شعبة ، حدثنا أبو إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران : لأبعثن عليكم رجلا أمينا حق أمين ، فاستشرف لها الناس ، فبعث أبا عبيدة بن الجراح .  وروى عفان وغيره ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس رضي الله عنه ، أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ابعث معنا رجلا يعلمنا ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أبي عبيدة بن الجراح ، وقال : هذا أمين هذه الأمة .  

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية