والأكثر على أن أمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولبابة أمه خالة بني العباس بن عبد المطلب، لأن لبابة الكبرى زوج العباس وأم بنيه.
وكان خالد أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت القبة والأعنة في الجاهلية.
فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش.
وأما الأعنة فإنه كان يكون [المقدم] على خيول قريش في الحروب. ذكر ذلك الزبير.
واختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر خالد بعد الحديبية.
وقيل: بل كان إسلامه بين الحديبية وخيبر. وقيل: بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة. وقيل: بل كان إسلامه سنة ثمان مع عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة.
وقد ذكرنا في باب أخيه الوليد بن الوليد زيادة في خبر إسلام خالد، وكان خالد على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم وصفر سنة سبع، وكانت هجرته مع عمرو [ ص: 428 ] ابن العاص فلما رآهم رسول الله عليه وسلم قال: وعثمان بن طلحة. رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة العرب.
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، فأبلى فيها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العزى وكان بيتا عظيما لقريش وكنانة ومضر تبجله فهدمها، وجعل يقول:
يا عز كفرانك اليوم لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك
قال لا يصح أبو عمر: لخالد بن الوليد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفتح، الغميصاء ماء من مياه جذيمة من بني عامر، فقتل منهم ناسا لم يكن قتله لهم صوابا، فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد، وخبره بذلك من صحيح الأثر، ولهم حديث. وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا إلىوكان على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم، وجرح يومئذ فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحله بعد ما هزمت هوازن ليعرف خبره ويعوده، فنفث في جرحه فانطلق. وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة تسع إلى أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل، وهو رجل من اليمن كان ملكا، فأخذه خالد فقدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحقن دمه وأعطاه الجزية، فرده إلى قومه [ ص: 429 ] .
وبعث رسول الله صلى الله عليه أيضا سنة عشر إلى خالد بن الوليد بلحارث ابن كعب، فقدم معه رجال منهم فأسلموا ورجعوا إلى قومهم بنجران.
وذكر ابن أبي شيبة، عن عن وكيع، إسماعيل، عن قيس، قال: سمعت يقول: اندقت في يدي يوم خالد بن الوليد مؤتة تسعة أسياف، فما صبرت في يدي إلا صفيحة يمانية.
وأمره على الجيوش، ففتح الله عليه أبو بكر الصديق اليمامة وغيرها، وقتل على يده أكثر أهل الردة، منهم مسيلمة ومالك بن نويرة.
وقد اختلف في حال مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتله مسلما لظن ظنه به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة قتله، وخالفه في ذلك، وأقسم ألا يقاتل تحت رايته أبدا. وقيل: بل قتله كافرا، وخبره في ذلك يطول ذكره، وقد ذكره كل من ألف في الردة. ثم افتتح دمشق، وكان يقال له سيف الله.
حدثنا حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكوني، قال: حدثنا الوليد ابن مسلم، قال: حدثني وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جده أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر - فقال: خالد بن الوليد حدثنا نعم عبد الله وأخو العشيرة وسيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين. قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، الربيع بن ثعلبة، حدثنا عن أبو إسماعيل المؤدب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: عبد الله بن أبي أوفى، عبد الرحمن بن عوف [ ص: 430 ] للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا خالد بن الوليد خالد، لم تؤذي رجلا من أهل بدر، لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله؟ فقال: يا رسول الله، إنهم يقعون في فأرد عليهم. فقال: خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار. لا تؤذوا روى اشتكى عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: ابن عباس، وقع بين خالد بن الوليد كلام، فقال وعمار بن ياسر لقد هممت ألا أكلمك أبدا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا عمار: خالد، مالك ولعمار؟ رجل من أهل الجنة، قد شهد بدرا. وقال لعمار: إن خالدا - يا - سيف من سيوف الله على الكفار. قال عمار خالد: فما زلت أحب من يومئذ. عمارا
ولما حضرت الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء. وتوفي خالد بن الوليد خالد بن الوليد بحمص. وقيل: بل توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين.
[وقيل: بل توفي بحمص ودفن في قرية على ميل من حمص سنة إحدى وعشرين] أو اثنتين وعشرين في خلافة رضي الله عنه، وأوصى إلى عمر بن الخطاب عمر ابن الخطاب.
وروى عن يحيى بن سعيد القطان، سفيان عن عن حبيب بن أبي ثابت، قال: بلغ أبي وائل، أن نسوة من نساء عمر بن الخطاب بني المغيرة اجتمعن في دار يبكين على فقال خالد بن الوليد، وما عليهن أن يبكين عمر: أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة [ ص: 431 ] .
وذكر محمد بن سلام قال: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر يقول: حلقت رأسها. خالد بن الوليد،