الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب خباب

                                                              628 - خباب بن الأرت، اختلف في نسبه، فقيل: هو خزاعي، وقيل:

                                                              هو تميمي، ولم يختلف أنه حليف لبني زهرة، والصحيح أنه تميمي النسب، لحقه سباء في الجاهلية، فاشترته امرأة من خزاعة وأعتقته، وكانت من حلفاء بني عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة، فهو تميمي بالنسب، خزاعي [ ص: 438 ] بالولاء، زهري بالحلف، وهو خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، كان قينا يعمل السيوف في الجاهلية، فأصابه سبي فبيع بمكة، فاشترته أم أنمار بنت سباع الخزاعية، وأبوها سباع حليف بني عوف بن عبد عوف كما ذكرنا.

                                                              وقد قيل: هو مولى ثابت بن أم أنمار. وقد قيل: بل أم خباب هي أم سباع الخزاعية، ولم يلحقه سباء، ولكنه انتمى إلى حلفاء أمه من بني زهرة.

                                                              قال أبو عمر: كان فاضلا من المهاجرين الأولين، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا عبد الله. وقيل: يكنى أبا يحيى.

                                                              وقيل: يكنى أبا محمد، كان قديم الإسلام ممن عذب في الله وصبر على دينه.

                                                              كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين تميم مولى خراش ابن الصمة. وقيل: بل آخى بينه وبين جبر بن عتيك، والأول أصح، والله أعلم.

                                                              نزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين منصرف علي رضي الله عنه من صفين ، [وقيل: بل مات سنة تسع وثلاثين بعد أن شهد مع علي صفين] والنهروان، وصلى عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكانت سنه إذ مات ثلاثا وستين سنة، رضي الله عنه. وقيل: بل مات سنة تسع عشرة بالمدينة وصلى عليه عمر رضي الله عنه [ ص: 439 ] .

                                                              حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا أبو داود، حدثنا مقاتل بن محمد الرازي، قال: حدثنا جرير عن بيان ، عن الشعبي، قال: سأل عمر خبابا عما لقي من المشركين، فقال: يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهري، فنظر، فقال: ما رأيت كاليوم! قال خباب: لقد أوقدت لي نار وسحبت عليها فما أطفأها إلا ودك ظهري.  

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية