الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب خريم

                                                              643 - خريم بن فاتك الأسدي، وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو ابن الفاتك بن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة. وأبوه الأخرم يقال له فاتك. وقد قيل: إن فاتكا هو ابن الأخرم، يكنى خريم بن فاتك أبا يحيى وقيل: أبا أيمن بابنه أيمن بن خريم، شهد بدرا مع أخيه سبرة بن فاتك.

                                                              وقد قيل: إن خريما هذا وابنه أيمن بن خريم أسلما جميعا يوم فتح مكة والأول أصح، وقد صحح البخاري وغيره أن خريم بن فاتك وأخاه سبرة بن فاتك شهدا بدرا وهو الصحيح إن شاء الله، عداده في الشاميين.

                                                              وروينا من وجوه عن أيمن بن خريم أنه قال لمروان حين سأله أن يقاتل معه بمرج راهط: إن أبي وعمي شهدا بدرا ونهياني أن أقاتل مسلما.

                                                              وروى إسرائيل عن أبي إسحاق عن شمر بن عطية عن خريم بن فاتك قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي رجل أنت لولا خلتان فيك. قلت:

                                                              يا رسول الله، وما هما؟ قال: تسبل إزارك، وترخي شعرك. قال: قلت: لا جرم فجز خريم شعره ورفع إزاره
                                                               
                                                              [ ص: 447 ] .

                                                              وروينا مثل ذلك أيضا من حديث سهل بن الحنظلية قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل خريم الأسدي، لولا طول جمته وإسبال إزاره.

                                                              فبلغ ذلك خريم، فقطع جمته إلى أذنيه، ورفع إزاره إلى نصف ساقه.
                                                               
                                                              يعد في الكوفيين. روى عنه المعرور بن سويد، وشمر بن عطية، والربيع ابن عميلة، وحبيب بن النعمان الأسدي.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية