الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: الترتيب في الوضوء  واجب ، وقال أبو حنيفة ، ومالك : مستحب؛ لنا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرتبا ، وذكر الوضوء مرتبا ، لم يروه عنه غير ذلك [ ص: 162 ] .

                                                              152 - أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، قال أنبأنا أحمد بن جعفر ، قال حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال حدثني أبي ، حدثنا عبد الله بن يزيد ، قال حدثنا عكرمة بن عمار ، حدثنا شداد بن عبد الله ، عن عمرو بن عبسة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما منكم أحد يقرب وضوءه ثم يتمضمض ويستنشق إلا خرت خطاياه من فمه وخياشيمه مع الماء ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أطراف شعره مع الماء ، ثم يمسح رأسه كما أمره الله إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله تعالى إلا خرت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء . انفرد بإخراجه مسلم.

                                                              153 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، قال أنبأنا أبو بكر بن بشران ، قال حدثنا الدارقطني ، حدثنا علي بن محمد المصري ، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدثنا إسماعيل بن مسلمة بن قعنب ، حدثنا عبد الله بن عرادة الشيباني ، عن زيد بن أبي الحواري ، عن معاوية بن قرة ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي بن كعب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بماء فتوضأ مرة مرة ، وقال : هذا وظيفة الوضوء ، وضوء من لم يتوضأه لم تقبل له صلاة ، ثم توضأ مرتين مرتين وقال: هذا وضوء من توضأه أعطاه الله كفلين من الأجر ، ثم توضأ ثلاثا ثلاثا ، وقال: هذا وضوئي ووضوء المرسلين قبلي . في هذا الإسناد زيد بن أبي الحواري ، قال يحيى : ليس بشيء ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال أبو زرعة : واهي الحديث ، وقال أحمد بن حنبل : صالح وفيه عبد الله بن عرادة ، قال يحيى : ليس بشيء ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به.

                                                              154 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن بشران [ ص: 163 ] قال : حدثنا الدارقطني ، حدثنا دعلج بن أحمد ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا المسيب بن واضح ، حدثنا حفص بن ميسرة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة مرة ، وقال: هذا وضوء من لا يقبل الله منه صلاة إلا به ، ثم توضأ مرتين مرتين وقال: هذا وضوء من يضاعف الله له الأجر مرتين ، ثم توضأ ثلاثا ثلاثا وقال: هذا وضوئي ووضوء المرسلين قبلي . قال الدارقطني : تفرد به المسيب بن واضح ، عن حفص ، والمسيب ضعيف ، ووجه احتجاج أصحابنا من هذين الحديثين أنهم يقولون: لا يخلو إما أن يكون رتب أو لم يرتب ، لا يجوز أن يكون لم يرتب ، فثبت أنه رتب.

                                                              أما حجتهم فرووا أن الربيع روت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رأسه بما فضل من وضوئه . وليس الحديث كذلك ، إنما هو مسح رأسه بما بقي في يديه من ماء الوضوء.

                                                              155 - أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، قال حدثنا أحمد بن جعفر ، قال حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال حدثني أبي ، حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، قال حدثتني الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيكثر ، فأتانا فوضعنا له الميضأة فتوضأ ، فغسل كفيه ثلاثا ، ومضمض واستنشق ، وغسل وجهه وذراعيه ، ومسح رأسه بما بقي من وضوئه في يديه ، وغسل رجليه. واحتجوا بما رووا عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غسل وجهه ثم يديه ثم رجليه ثم مسح برأسه . وهذا لا يصح ، ومن الجائز أن يكون شك هل مسح رأسه أم لا ، فمسح احتياطا ، ورووا أن علي بن أبي طالب ، قال: ما أبالي بأي أعضائي بدأت . وهذا محمول على تقديم الشمال على اليمين .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية