الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسائل السير

                                                              مسألة: لا يستعان في الحرب بكافر.  

                                                              وقال أبو حنيفة والشافعي: يستعان بهم ، إلا أن الشافعي يشترط أن يكون بالمسلمين حاجة إليهم ، وأن يكون من يستعان به منهم حسن الرأي في المسلمين. لنا حديثان:

                                                              [ ص: 342 ]

                                                              الحديث الأول:

                                                              1872 - أخبرنا ابن عبد الواحد ، أنبأ الحسن بن علي ، أنبأ أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال: ثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمرو ، ثنا مالك بن أنس ، عن الفضل بن أبي عبد الله ، عن عبد الله بن نيار الأسلمي ، عن عروة ، عن عائشة أن رجلا تبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أتبعك لأصيب معك ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا. قال: فإنا لا نستعين بمشرك ، فقال له في المرة الثانية: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: نعم ، فانطلق فتبعه . انفرد بإخراجه مسلم .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              1873 - وبه قال أحمد : وثنا يزيد ، أنبأ مسلم بن سعيد الثقفي ثنا خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه ، عن جده ، قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يريد غزوا أنا ورجل من قومي ولم نسلم ، فقلنا: إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم. قال: أو أسلمتما؟ قلنا: لا. قال: فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين ، فأسلمنا وشهدنا معه. احتجوا بما:

                                                              1874 - أخبرنا ابن ناصر ، قال: أنبأ أحمد بن الحسن بن البنا ، قال: أنبأ محمد بن علي الدجاجي ، أنبأ عبد الله بن محمد الأسدي ، أنبأ علي بن الحسن بن العبد ، أنبأ أبو داود ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا سفيان ، عن يزيد بن يزيد بن جابر ، عن الزهري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه استعان بناس من اليهود في حربه ، فأسهم لهم .

                                                              1875 - قال أبو داود : وثنا هناد ، قال: ثنا القعنبي ، قال: ثنا ابن المبارك ، عن حيوة بن شريح ، عن ابن شهاب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أسهم ليهود كانوا غزوا معه مثل سهام المسلمين . والجواب: أن هذا حديث مرسل؛ فلا يقاوم أحاديثنا المتصلة الصحاح.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية