الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عكرمة: "أن رجلا باع من التمارين سبعة أصوع بدرهم، فتبددوه بينهم، فصار على كل منهم حصة من الورق، فاشترى من رجل منهم تمرا، أربعة أصوع بدرهم، فسأل عكرمة ، فقال: لا بأس، أخذت أنقص مما بعت".

أخبرناه محمد بن المكي، أخبرنا الصائغ، أخبرنا سعيد، أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم.

[ ص: 78 ]

قوله: تبددوه،  أي: اقتسموه حصصا على السواء، قال الأخطل:


أبا خالد دافعت عني عظيمة وأدركت لحمي قبل أن يتبددا



والاسم منه البدة وهو كالحصة، يقال: أبددت القوم العطاء إبدادا، قال الشاعر:


حتى تبدهم إعداد أنفسهم     كؤوس موت لشيب أو لشبان



ويقال: التقى القوم فابتدوا فلانا بالضرب، إذا أخذوه من نواحيه، والسبعان يبتدان الإنسان، والرضيعان التوأمان يبتدان أمهما، هذا يرضع من ثدي، والآخر من ثدي.

ويقول الرجل لأصحابه: يا قوم، بداد بداد أي: ليأخذ كل رجل منكم رجلا، قال لبيد:


أعاذل لو كان البداد لقوتلوا     ولكن أتانا كل جن وخابل



يقول: كثرونا، ولو كان رجل مع رجل ما أطاقونا، وأرادوا بالبداد البراز رجل ورجل على السواء.

التالي السابق


الخدمات العلمية