الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تجار أخاك، ولا تشاره"   .

حدثنيه عبد العزيز بن محمد، أنا ابن الجنيد، نا عبد الوارث، أنا عبد الله، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حريث بن عمرو يرفعه.

قوله: "لا تجار أخاك" هو من الجراء في الخيل، وهو أن يتجارى الرجلان للمسابقة  يقول: لا تطاوله ولا تغالبه. ويروى عن بعض الحكماء أنه سئل ما الحلم؟ فقال: أن تكون ذا أناة، وأن تلاين الولاة، فقيل: ما الخرق؟ قال: مجاراة أميرك، ومماراة من يضيرك.

وقوله: "لا تشاره"  أي: لا تلاجه يقال: قد استشرى الرجل إذا لج في الأمر، فإن شددته كان وزنه مفاعلة من الشر. قال الأصمعي: سأل أبو الأسود الدؤلي عن رجل، فقال: ما فعلت امرأته التي كانت تشاره، وتهاره، وتزاره، وتماره. فتشاره من الشر، وتهاره من الهرير، وتزاره من الزر، وهو العض. وتماره معناه: تلوى عليه، ومنه الشيء الممر، وهو المفتول.

[ ص: 341 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية