حدثناه الصفار، نا الرمادي، نا عن عبد الرزاق، عن معمر، أبان، عن أنس.
قوله: "لا يسمع" أي: لا يجاب ولا يقبل. ومنه قول المصلي: سمع الله لمن حمده، معناه الدعاء بقبول الحمد، واستجابة الدعاء. قال: شتير بن الحارث الضبي:
دعوت الله حتى خفت ألا يكون الله يسمع ما أقول
قال أبو زيد: معناه يقبل ما أقول. وعلى هذا المعنى يتأول قوله تعالى: فإنك لا تسمع الموتى يريد -والله أعلم- الكفار أي: إنك لا تقدر أن تهديهم وتوفقهم لقبول الحق، وقد كانوا يسمعون كلام الله بآذانهم إذا تلي عليهم إلا أنهم؛ إذ لم يقبلوه، صاروا كأن لم يسمعوه. قال الشاعر:
أصم عما ساءه سميع
[ ص: 343 ]