الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من قول لا يسمع"   .

حدثناه الصفار، نا الرمادي، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبان، عن أنس.

قوله: "لا يسمع" أي: لا يجاب ولا يقبل. ومنه قول المصلي: سمع الله لمن حمده، معناه الدعاء بقبول الحمد، واستجابة الدعاء. قال: شتير بن الحارث الضبي:


دعوت الله حتى خفت ألا يكون الله يسمع ما أقول



قال أبو زيد: معناه يقبل ما أقول. وعلى هذا المعنى يتأول قوله تعالى: فإنك لا تسمع الموتى يريد -والله أعلم- الكفار أي: إنك لا تقدر أن تهديهم وتوفقهم لقبول الحق، وقد كانوا يسمعون كلام الله بآذانهم إذا تلي عليهم إلا أنهم؛ إذ لم يقبلوه، صاروا كأن لم يسمعوه. قال الشاعر:


أصم عما ساءه سميع



[ ص: 343 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية