الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الحمد رأس [ ص: 346 ] الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده".  

أخبرناه محمد بن هاشم، نا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: تحدث به عبد الله بن عمرو، عن رسول الله.

قال أبو سليمان: الحمد: نوع، والشكر جنس، فكل حمد شكر وليس كل شكر حمدا. وهو على ثلاث منازل: شكر القلب، وهو الاعتقاد بأن الله ولي النعم، قال الله تعالى: وما بكم من نعمة فمن الله .

وشكر اللسان: وهو إظهار النعمة بالذكر لها، والثناء على مسديها. قال الله: وأما بنعمة ربك فحدث ، وهو رأس الشكر المذكور في الحديث. وشكر العمل: وهو إدآب النفس بالطاعة، قال الله تعالى: اعملوا آل داوود شكرا . وقام رسول الله حتى تفطرت قدماه، فقيل له: يا رسول الله، أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدا شكورا"،  وقد جمع الشاعر أنواعه الثلاثة، فقال:


أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا



ويقال: إن الحمد ما كان على غير مقابلة، والشكر عن مقابلة.

[ ص: 347 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية