الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن رجلا سأله عن إتيان النساء في أدبارهن، فقال: "حلال" فلما ولى دعاه، فقال: "كيف قلت في أي الخربتين أو في أي الخرزتين".  وفي غيره هذه الرواية: "أو في أي الخصفتين أمن دبرها في قبلها فنعم، أم من دبرها في دبرها فلا".

[ ص: 376 ]

حدثنيه محمد بن الحسين، أخبرني محمد بن النصر، نا الربيع بن سليمان، نا محمد بن إدريس الشافعي، حدثني عمي محمد بن علي بن شافع، أخبرني عبد الله بن علي بن السائب، عن عمرو بن أحيحة بن الجلاح، عن خزيمة بن ثابت.

كل ثقب مستدير خربة، والجميع خرب، قال ذو الرمة:


كأنه حبشي يبتغي أثرا أو من معاشر في آذانها الخرب



والخرزة مثل الخربة، وهو من خرز الأديم. فالخرزة بفتح الخاء: الطعنة بالإشفى، والخرزة: الثقبة، والعرب تقول: سيرين في خرزة تريد حاجتين في حاجة. والخصفة: مثل الخرزة، وهو من قولك: خصفت النعل، ومنه المخصف، وهو الحديدة التي يثقب بها النعال، قال الهذلي يصف العقاب:


حتى انتهيت إلى فراش عزيزة     سوداء روثة أنفها كالمخصف



التالي السابق


الخدمات العلمية