حدثناه الحسن بن يحيى بن صالح، عن عن علي بن عبد العزيز، أبي حذيفة، عن عن سفيان، عن أبيه، عن عاصم بن كليب، وائل بن حجر.
هو المضرور المنهوك، يقال: رجل خل إذا كان بادي الضر والهزال، قال الشنفرى: قوله: "فصيل مخلول:
فاسقياني يا سواد بن عمرو إن جسمي بعد خالي لخل
[ ص: 388 ] وثوب خل، وهو الذي أخذ منه البلى. ومنه سمي الفقير خليلا. قال زهير:
وإن أتاه خليل يوم مسألة يقول لا غائب مالي ولا حرم
وفيه وجه آخر: وهو أن يكون المخلول، هو الذي فطم حديثا، وذلك أنهم إذا أرادوا فطامه عمدوا إلى خلال، فشدوه فوق أنفه، وتركوه ناتئا منه حتى إذا أراد الرضاع، نخس الخلال ضرع الناقة فزبنته فيهزل عند ذلك الفصيل. وأما المحلول فهو الذي حل عن أوصاله اللحم فعري منه.
معناه أناخها إليه من قولك: تللت الرجل إذا صرعته. قال الله تعالى: وقوله: "فتلها إليه" وتله للجبين . وكل شيء ألقيته على الأرض مما له جثة فقد تللته، ومنه سمي التل من التراب، قال حميد بن ثور يصف الظليم:
كأنه بالبيد لما أن دمج مروق في الريح متلول الشرج
يريد حبالة رواق ملقى الشرج.
ومن هنا حديثه الآخر أنه قال: . أي: ألقيت إلي، وتركت في يدي. "أتيت بمفاتيح الأرض فتلت في يدي"
ومثله حديث حدثنيه سهل بن سعد الساعدي، خلف بن محمد، نا حامد بن سهل، نا أبو مصعب، نا عن مالك، عن أبي حازم بن دينار، سهل [ ص: 389 ] بن سعد: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أتي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟"، فقال: لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحدا فتله رسول الله في يده" .
والكوماء: المرتفعة السنام، يقال: كومت الشيء إذا جعلت بعضه فوق بعض، وكومت التراب إذا جمعته.