الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن لله فرسانا من أهل السماء مسومين، وفرسانا من أهل الأرض معلمين، ففرسانه من أهل الأرض قيس، إن قيسا ضراء الله"   .

حدثنيه إسماعيل بن محمد، نا محمد بن عبد الله بن الجنيد، نا قتيبة، نا عبد المؤمن بن عبد الله، نا عبد الله بن خالد العبسي، عن عبد الرحمن بن مقرن المزني، عن غالب الأبجر.

المسوم: المعلم. يقال: سوم الفارس فرسه إذا أعلمه بعلامة يعرف بها من غيره، والاسم منه السومة. والضراء: جمع ضرو، وهو من السباع ما لهج بالفرائس، ومن الكلاب ما ضري بالصيد. قال ذو الرمة:


مقزع أطلس الأطمار ليس له إلا الضراء وإلا صيدها نشب



المقزع: الخفيف الشعر، وأما الضراء مفتوحة الضاد فهو ما واراك من شجر. ويقال: فلان يمشي الضراء إذا كان يختل الصيد في استخفاء حتى يأخذه.

قال الكميت:


وإني على حبيهم وتطلعي     إلى نصرهم أمشي الضراء وأختل



وقيس توصف بالفروسة.

[ ص: 396 ]

أخبرني محمد بن الطيب المروزي، نا عليك الرازي، نا داود بن رشيد، نا سلمة بن بشر، نا حجر بن الحارث، عن عبد الله بن عوف القاري قال: كان يقال: يسود السيد في تميم بالحلم، وفي قيس بالفروسة، وفي ربيعة بالجود.

التالي السابق


الخدمات العلمية