حدثنيه عبد العزيز بن محمد، أنا ابن الجنيد، نا سويد، نا عبد الله بن المبارك، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن زياد بن نعيم الحضرمي، أنه سمع زياد بن الحارث الصدائي يذكره.
قوله: "اعتشى" يريد أنه سار في وقت العشاء.
قال الشاعر:
وجوه لو أن المعتفين اعتشوا بها صدعن الدجى حتى يرى الليل ينجلي
[ ص: 401 ] ومثله اغتدى إذا سار غدوة، وابتكر إذا سار بكرة، واستحر إذا سار سحرة. قال زهير:
بكرن بكورا واستحرن بسحرة فهن لوادي الرس كاليد للفم
وفسره بعضهم، فقال: يريد أنه نزل ليتعشى، أو ليصلي العشاء، وهذا غلط؛ لأن في الخبر أن زيادا الصدائي قال: اعتشى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول الليل، فانقطع عنه أصحابه، ولزمته، فلما كان وقت الأذان أمرني فأذنت، فلما نزل للصلاة لحقه أصحابه، فأراد بلال أن يقيم فقال له: "إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم".


