أخبرناه نا ابن الأعرابي، نا عباس الدوري، عن يحيى بن معين، أبي معشر بإسناد ذكره.
أي: زمن يقال: ضمن الرجل ضمانة، ورجل ضمن ورجال ضمنى. ومنه الحديث: قوله: "ضمن منها" "من اكتتب ضمنا، بعثه الله زمنا"، وهذا في الرجل يضرب عليه البعث، فيتعالل ويتمارض، وليس به مرض.
وأخبرني عن أبو عمر، أن أعرابيا جاء إلى صاحب الفرض، فقال: أبي العباس ثعلب
إن تكتبوا الضمنى فإني لضمن من داخل القلب وداء مستكن
وقوله: "وهي نسوء" أي: مظنون بها الحمل . قال يقال [ ص: 409 ] للمرأة أول ما تحمل: قد نسئت، فهي نسء. قال غيره: امرأة نسء، ونساء نساء جمع نسء، وفيها ثلاث لغات: نسء ونسء ونسء، وإنما قيل لها نسء؛ لأن حيضها تأخر عن وقته من نسأ فلان الشيء إذا أخره. ومنه النسيئة في البيع. قال الله تعالى: الأصمعي: إنما النسيء زيادة في الكفر وهو تأخيرهم الأشهر الحرم إلى أشهر الحل، واستحلالهم فيها القتال. قال الشاعر:
ألسنا الناسئين على معد شهور الحل نجعلها حراما
ويقال في الدعاء: نسأ الله في أجله، وأنسأه الله.
وأخبرني أحمد بن محمد بن سهل، نا محمد بن الربيع الجيزي، أنا أبي، عن أخبرني ابن وهب، عمرو بن الحارث، عن عن سعيد بن أبي هلال، عبد الله بن صالح، قال: كانت تحت زينب بنت رسول الله أبي العاص بن الربيع، فلما خرج رسول الله إلى المدينة أرسلها إلى أبيها وهي نسوء، فأنفر بها المشركون بعيرها حتى سقطت، فنفثت الدماء مكانها، وألقت ما في بطنها، فلم تزل منه ضمنة حتى ماتت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.