قال: فدعا الله لهم، فما مضى ذلك اليوم حتى مطروا، وما مضت سابعة حتى أعطن الناس في العشب.
أخبرناه نا محمد بن هاشم، عن الدبري، قال في الحديث الأول عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، وقال في الحديث الآخر: عن حبيب بن أبي ثابت. عن ابن عيينة، عمر بن سعيد، أو غيره، عن سالم بن أبي الجعد.
"السنة": الجدب. يقال: أسنت القوم إذا أجدبوا فهم مسنتون، قال الشاعر:
عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف
وقوله: "ما يخطر لنا جمل" يريد أن الفحولة لما بها من الضر والهزال لا تغتلم، فتهدر، وإنما يخطر البعير بذنبه إذا اغتلم. وقال لما قتل عبد الملك بن مروان لقد قتلته، وإنه لأعز علي من جلدة ما بين عيني، ولكن لا يخطر فحلان في شول. عمرو بن سعيد:
وحدثني أحمد بن إبراهيم بن خزيمة، نا إسحاق بن إبراهيم، نا أحمد بن مصعب المروزي، نا عن الفضل بن موسى السيناني، قال: [ ص: 411 ] سمع داود العطار، سليمان بن عبد الملك في معسكره صوت غناء، فدعا بهم، ثم قال لهم: أما إن الفرس ليصهل فتستودق له الرمكة، وإن الجمل ليخطر فتضبع له الناقة، وإن التيس لينب فتستحرم له العنز، وإن الرجل ليغني فتشتاق إليه المرأة اخصوهم، فقال إنها مثلة، وطلب إليه فخلى سبيلهم، ويقال: خطر البعير بذنبه خطرا وخطيرا، وخطر الشيء ببالي خطورا، وخطر الرجل في مشيته خطرانا. عمر بن عبد العزيز:
قال يقال: غط البعير إذا هدر في الشقشقة، فإذا لم يكن في الشقشقة فهو هدير. والناقة تهدر ولا تغط؛ لأنه لا شقشقة لها. وقال أبو زيد: إذا بلغ الذكر من الإبل الهدير فأوله الكشيش، فإذا ارتفع قليلا فهو الكتيت، فإذا أفصح بالهدر قيل: هدر هديرا، فإذا صفا صوته قيل: قرقر، فإذا جعل يهدر هديرا كأنه يقصره قيل: زغد يزغد زغدا، فإذا جعل كأنه يقلعه قلعا قيل: قلخ، وبعير قلاخ. ويقال لكل ذات ظلف [ ص: 412 ] إذا أرادت الفحل استحرمت، ولكل ذات حافر استودقت، ولكل ذات مخلب كالكلب ونحوه صرفت واستجعلت، ويقال: للناقة ضبعت. الأصمعي:
يريد: أن الغدران قد امتلأت ماء، فصارت أعطان الإبل في مراعيها، والعطن: مناخ الإبل عند الحوض بعد الصدر، وإنما يعطن بعد الري، قال وقوله: "حتى أعطن الناس في العشب" عمر بن لجأ:
يمشي إلى رواء عاطناتها