حدثنيه عبد الله بن محمد المسكي، نا نا محمد بن عمرو بن عباد، نا يحيى بن حكيم المقوم، نا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن عكرمة بن عمار، عن أبيه. إياس بن سلمة،
النطفة: القليل من الماء، قال بشر بن أبي خازم:
معرس أربع متقابلات يبادرن القطا سمل النطاف
يريد بقايا الماء، ويقال للماء الكثير أيضا نطفة، والحرف من الأضداد.
[ ص: 413 ]
وقوله: "اقتضها" هكذا، قال بالقاف، فإن كان محفوظا فمعناه أنه فتح رأس الإداوة، ومن هذا اقتضاض البكر، واقتضاض اللؤلؤة ونحوها. وإن كانت الرواية بالفاء فمعناه أنه قد صب شيئا منها، يقال: فض الماء وافتضه إذا صب شيئا منه بعد شيء. قال حميد بن ثور:
إذا النوق لم تملك سجالا تفضها من البول واهتز الخفاف السميدع
يريد أنها لم تملك البول من شدة السير.
وقال جميل بن معمر:
قامت تودعنا والعين ساجمة إنسانها بفضيض الدمع مكتحل
يريد الدمع المتفرق.
والدغفقة: الكثرة والسعة. يقال: فلان في نعيم دغفق أي: واسع. قال الشاعر:
بعد التصابي والشباب الغيدق أزمان إذ نحن بعيش دغفق
والغيدق والغيداق مثله. يقال: مطر غيداق أي: واسع كثير.
وشبيه بهذا حديث الميضأة، وهو ما رواه عن سليمان بن حرب، عن الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، أبي قتادة أنه كان في سفر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبينا نحن ليلة متساتلين عن الطريق، نعس رسول الله، فقلت: يا رسول الله، لو عدلت فنزلت حتى يذهب كراك. قال: "فابغنا مكانا خمرا"، قال: فعدلت عن الطريق فإذا أنا بعقدة من شجر، قال: فنزلنا فما استيقظنا إلا بالشمس، فقمنا وهلين من [ ص: 414 ] صلاتنا. قال: وشكوا إلى رسول الله العطش، فدعا بالميضأة، فجعلها في ضبنه، ثم التقم فمها، فالله أعلم أنفث فيها أم لا، فشرب الناس حتى رووا".
وفي رواية أخرى: "فتكاب الناس على الميضأة، فقال: أحسنوا الملأ؛ فكلكم سيروى" .
وكل شيء تبع بعضه بعضا فقد تساتل كالدمع إذا تتابع قطره، والعقد إذا انقطع سلكه. والخمر: ما واراك من الشجر، ومكان خمر أي: أشب. قال الأصمعي: والعقدة من الأرض: البقعة الكثيرة الشجر. فأما العقدة فالقطعة من الرمل قد تراكم بعضه على بعض، وجمعها عقد. وقال أبو عمرو: هو العقد بالفتح. وقوله: وهلين معناه: فزعين. قوله: "متساتلين" معناه: متقاطرين واحدا في إثر واحد.
والميضأة: مطهرة غير كبيرة يتوضأ منها. والضبن: ما بين الكشح والإبط. وقال: اضطبنت الشيء إذا حملته فأمسكته على ضبنك. والوهل: الفزع.
قال وقوله: "أحسنوا الملأ". يقال للرجل: أحسن ملأك أي: خلقك. أبو زيد: