الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن أسامة بن زيد قال: لما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله امرأة تحمل صبيا به جنون، قال: فحبس رسول الله الراحلة، ثم اكتنع إليها، فوضعته على يد رسول الله فجعله بينه وبين واسطة الرحل"   .

وفي غير هذه الرواية: "فأخذ رسول الله بنخرة الصبي، فقال: "اخرج باسم الله، فعوفي".

أخبرناه محمد بن هاشم، نا زكريا بن حمدويه، نا عبد الله بن عمر بن أبان، نا إسحاق بن سليمان، نا معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، عن خارجة بن زيد أن أسامة بن زيد حدثه بذلك.

قوله: "اكتنع إليها"  أي: دنا منها. والكنوع: القرب والدنو من الشيء. والنخرة: الأنف. قال ذو الرمة:

[ ص: 425 ]


قياما تذب البق عن نخراتها بنهز كإيماء الرؤوس الموانع



قال الأصمعي: النخور من الإبل: هي التي لا تدر حتى يضرب أنفها.

التالي السابق


الخدمات العلمية