وقال في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أبو سليمان حدثنيه إسماعيل بن محمد بن أسد، أنا ابن الجنيد، نا قتيبة، نا محمد بن معاوية، عن ابن لهيعة، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الحوري. "أنه نهى عن السباع".
"السباع" تفسيره في الحديث: المفاخرة بالجماع، ولا أراه أخذ إلا من قولهم: سبعت الرجل إذا وقعت فيه وذكرته بما يكره؛ وذلك لأن هذا المعنى مما يكره ذكره، ويستر عن الناس أمره. وروى ولم أسمعه منه، عن أبو عمر عن أبي العباس، قال: ابن الأعرابي، وروي في حديث آخر أنه اغتسل من سباع كان منه في رمضان أي: من مقارفة جماع. السباع كثرة الجماع.
وقال بعض أهل اللغة: السباع في الجماع معناه راجع إلى الكثرة، قال: والتسبيع التضعيف، والعرب تقول: سبع الله لك الأجر أي: ضاعفه.
قال: ولم يريدوا بهذا عدد السبع حتى لا يجاوزوه، قال: ومن هذا قوله سبحانه: إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله هو من باب [ ص: 430 ] تكثير العدد وتضعيفه، لا من باب حصر العدد. والمعنى: لا يغفر لهم وإن استكثرت من الدعاء.