الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنه قال لبني العنبر: لولا أن الله لا يحب ضلالة العمل ما رزيناكم عقالا، وأخذت لامرأة منهم زربية فأمر بها فردت".

أخبرناه ابن داسة، نا أبو داود، نا أحمد بن عبدة، نا عمار بن شعيب بن عبد الله بن الزبيب، حدثني أبي، قال: سمعت جدي الزبيب العنبري يذكره.

قوله: "ضلالة العمل" هو من قولك: ضل الشيء إذا ضاع وهلك، ومنه: ضالة المال، وهو ما يضل عن صاحبه ويضيع، وقد يكون الضلال بمعنى البطلان  كقوله -عز وجل-: أإذا ضللنا في الأرض أي: بطلنا ولحقنا بالتراب فلم يوجد لنا أثر. قال أبو عمر: أصل الضلال الغيبوبة. يقال: ضل الماء في اللبن إذا غاب، وكذلك ضل الناسي إذا غاب عنه حفظه، وهو قوله تعالى: لا يضل ربي ولا ينسى ، وقوله: [ ص: 485 ] أن تضل إحداهما أي: تغيب عن حفظها فتذكرها الأخرى. والزربية: الطنفسة في قول الفراء. وقال أبو عبيدة: هي البساط. وروي في حديث آخر أنها قطيفة أخذت لها. وقوله: رزيناكم، اللغة الجيدة: رزأناكم.

التالي السابق


الخدمات العلمية