الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه في قصة إبراهيم وشفاعته يوم القيامة لأبيه قال: "فيمسخه الله ضبعانا أمجر ثم يدخل في النار". وفي رواية أخرى: "فيحوله الله ذيخا".

الأول من حديث محمد بن كثير العبدي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح.

[ ص: 558 ] والآخر يرويه محمد بن إسماعيل البخاري، عن إسماعيل بن عبد الله، عن أخيه عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

الأمجر: العظيم البطن المهزول الجسم.  ورواه أبو عبيد: ضبعانا أمدر. قال: والأمدر العظيم البطن المنتفخ الجنبين. قال ويقال: الأمدر الذي قد تترب جنباه من المدر. والذيخ: ذكر الضباع. قال كثير يصف ناقة:


وذفرى ككاهل ذيخ الخليف أصاب فريقة ليل فعاثا

والضبعان: الذكر من الضباع. والضبع الأنثى، وهذا كما قيل للذكر من العقارب عقربان، ولذكر الثعالب ثعلبان. قال أبو عمر: ورواه لنا أبو العباس، عن ابن الأعرابي قال: فإذا هو عيلام أمدر. قال: والعيلام ذكر الضباع، وأنشد:


تمد بالعلباء والأخادع     رأسا كعيلام الضباع الظالع



التالي السابق


الخدمات العلمية