الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "من أشراط الساعة أن تعطل السيوف من الجهاد، وأن تختل الدنيا بالدين".  

وفي غير هذه الرواية: "وتتخذ السيوف مناجل".

أخبرناه محمد بن المكي، نا إسحاق بن إبراهيم، نا عبدة بن عبد الله الخزاعي، نا محمد بن بشر، نا أبو عقيل، عن عمر بن حمزة، عن عمر بن هارون، عن أبيه، عن أبي هريرة.

[ ص: 559 ] قوله: تختل الدنيا بالدين: يريد أنها تطلب بعمل الآخرة، وأصل الختل الخدع. يقال: ختلت الرجل إذا خدعته، وأنشدني أبو عمر:


أدوت له لأختله فهيهات الفتى حذر

ويقال: ختلت الصيد إذا أتيته من حيث لا يراك، ومثله دريت الصيد. قال الشاعر:


فإن كنت لا أدري الظباء     فإنني أدس لها تحت التراب الدواهيا

وقال الأخطل:


وإن كنت قد أقصدتني إذ رميتني     بسهميك والرامي يصيب وما يدري

يريد أنه قد يصيب الرمية من غير أن يختل، ومنه قولهم يصيب وما يدري، ويخطئ إن درى، ويروى: يصيد وما يدري.

وقوله: تتخذ السيوف مناجل: يريد أن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحرث والزراعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية