حدثناه الحسن بن يحيى بن صالح، نا محمد بن قتيبة العسقلاني، نا إبراهيم بن أيوب الحوراني، نا حدثني بكر بن سليم، عن أبيه، عن ابن أبي حازم، سهل بن سعد الساعدي.
قوله: "كأسنان المشط" مثل، والمعنى أنهم سواء في أصل الخلقة والجبلة، كما أن أسنان المشط سواء لا يفضل سن منها سنا. ويقال في وجه آخر: هم كأسنان الحمار، وذلك في الذم لا غير. قال الشاعر:
سواسية كأسنان الحمار
فأما قوله: الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة، فمعناه أنهم متساوون في الحكم لا فضل لشريف على مشروف، ولا لرفيع على وضيع.
"لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل الذي ترى له" يتأول على وجهين: أحدهما أن يكون حذره صحبة من يذهب بنفسه تيها وكبرا، فلا يرى لأحد على نفسه حقا. وقوله:
والوجه الآخر أن يكون حثه بذلك على شكر العارفة والمكافأة على [ ص: 562 ] الإحسان كأنه قال: لا خير لك في صحبة من لا يرى لك عنده من الصنيعة مثل الذي تراه له عندك يريد: لا ترض بأن تكون مغمورا ببر من تصحبه حتى تنيله من برك مثل ما تنال من بره، وعلى هذا المعنى يتأول قول جرير بن الخطفي:
وإني لأستحيي أخي أن أرى له علي من الحق الذي لا يرى ليا