الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أن الشموس بنت النعمان قالت: رأيته يؤسس مسجد قباء، فكان ربما حمل الحجر العظيم فيصهره إلى بطنه،  فيأتيه الرجل ليحمله فيقول: "دعه واحمل مثله".

[ ص: 663 ] حدثنيه محمد بن بحر بن سهل، نا الحسن بن المثنى، نا بشر بن آدم، نا يعقوب بن محمد الزهري، حدثني عاصم بن سويد بن عامر الأنصاري، عن عتبة بن وديعة، عن الشموس بنت النعمان.

قوله: يصهره إلى بطنه: أي يدنيه إلى بطنه رافعا له إليه. وفيه لغتان، يقال: صهره وأصهره بمعنى قربه وأدناه. ومنه مصاهرة النكاح، وهي المواصلة والمقاربة.

قال الله تعالى: فجعله نسبا وصهرا . قال: بعض العلماء: أراد بالنسب قرابة النسب، وبالصهر قرابة النكاح. قال: والصهر في لغة العرب بمعنى القرابة. يقال: فلان مصهر ببني فلان إذا قاربهم في النسب، واحتج بقول زهير:


قود الجياد وإصهار الملوك وصب ر في مواطن لو كانوا بها سئموا

قال: لم يرد ختونة الملوك إنما أراد القرابة منهم. ورواه بعضهم فيهصره إلى بطنه: أي يجذبه.

التالي السابق


الخدمات العلمية