الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أن نعله كانت معقبة مخصرة ملسنة.  

أخبرناه ابن الأعرابي، نا أبو روق، نا مسلم بن إبراهيم، نا همام، عن هشام بن عروة.

المعقبة: التي لها عقب. والمخصرة: التي قد قطع خصراها. والملسنة يقال هي التي قد ترك لها لسان. ولسانها الهنية الناتئة من مقدمها. قال الشاعر:


إليك امتطينا الحضرمي الملسنا



وحكى ابن دريد، عن يونس قال: خرثمة النعل: رأسها، فإذا لم [ ص: 687 ] يكن لها خرثمة، فهي لسنة وملسنة، فإذا عرض رأسها فهي المخثمة، وقال غيره إنما هي الخثرمة. والخثرمة أيضا الدائرة التي عند الأنف وسط الشفة العليا، ورواه أبو عبيد عن الأحمر بالحاء غير معجمة.

ومما جاء في الحديث من نعوت أداته، حدثني عبد الله بن محمد، نا علي بن عبد العزيز، نا مسلم بن إبراهيم، نا جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس قال: كانت قبيعة سيف رسول الله فضة.  

وقبيعة السيف، وهي التي على رأس القائم. ويقال لها الثومة أيضا.

وفي حديث آخر: أن روثة سيفه كانت فضة.

وأخبرنا محمد بن هاشم، نا الدبري، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كان قماع سيف رسول الله صلى الله عليه ورقا.

وحدثني محمد بن إبراهيم بن جناح، نا إسحاق بن إبراهيم، نا محمد بن يزيد الجمحي، حدثني عبد العزيز بن يحيى بن سعيد، حدثني أبو البختري وهب بن وهب، عن رجال ذكرهم قالوا: كان لرسول الله صلى الله عليه سيف يسمى ذا الفقار، وآخر يقال له المخذم، وآخر يقال: له الرسوب.

المخذم: القاطع، والخذم القطع. قال الشاعر:

[ ص: 688 ]

ولا يأكلون اللحم إلا تخذما



والرسوب: الماضي، أخذ من رسوب الشيء في الماء إذا غاب فذهب سفلا، يريد أنه يرسب في الضريبة فيغيب فيها، قال الهذلي يصف سيفا:


أبيض كالرجع رسوب إذا     ما ثاخ في محتفل يختلي

وأراد بالرجع الماء، ومن هذا قول الله تعالى: والسماء ذات الرجع أي ذات المطر، وكان لبعض الصحابة سيف يقال له المرسب.

التالي السابق


الخدمات العلمية