وقال في حديث النبي صلى الله عليه أبو سليمان لعلي: "أنت الذائد، عن حوضي يوم القيامة، تذود عنه الرجال كما يذاد البعير الصاد". قال أنه
يرويه عن سعيد بن خثيم، حرام بن عثمان، عن عن أبي عتيق، جابر بن عبد الله.
البعير الصاد هو الذي به الصيد، وهو داء يأخذ في الرأس لا يقدر من أجله أن يلوي عنقه، وبه يشبه ذو الكبر فيقال: رجل أصيد إذا كان من كبره لا يلتفت إلى أحد، ويقال إنه داء يأخذ في العينين والشؤون. يقال بعير أصيد وبه صيد كما يقال: أجيد وأغيد من الجيد والغيد، [ ص: 696 ] وقال الصاد والصيد: داء يصيب الإبل في رؤوسها فيسيل من أنوفها مثل الزبد، وتسمو عند ذلك برؤوسها. ابن السكيت:
وتقدير قوله: "بعير صاد" تقدير قوله: رجل مال: أي ذو مال، وكبش صاف، أي ذو صوف، ومثله: يوم راح: ذو ريح شديدة، والأصل رائح، ويوم طان: أي كثير الطين، وكما خففوا الحائجة، فقالوا حاجة، يقال صاد البعير يصاد كما قالوا عار بصره يعار، ولغة أهل الحجاز صيد البعير يصيد، وعور يعور، يثبتون الألف والياء، فهو صايد بلا همز، وعاور.
قال كل فعل من الثلاثة مما عينه ياء أو واو إذا كانت معتلة ساكنة نحو قال يقول، وباع يبيع، وخاف يخاف، وهاب يهاب، فإن موضع العين منه يهمز نحو قائل وخائف وبائع فإن صحت العين من الفعل صحت من اسم الفاعل، نحو عور فهو عاور، وصيد البعير فهو صايد غدا. المبرد: