الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "إذا ثوب بالصلاة فأتوها، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا".  

حدثناه عبد الله بن عمر بن شوذب، ثنا شعيب بن أيوب الصريفيني، ثنا أبو أسامة، حدثني محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

قوله: "ثوب بالصلاة" أي دعي إليها، والأصل في التثويب أن الرجل إذا جاء فزعا أو مستصرخا لوح بثوبه، وكان ذلك كالدعاء والإنذار، ثم كثر ذلك حتى سمي الدعاء تثويبا؛ قال الشاعر:


يأوي إلى ساحته المثوب



أي المستغيث. وقال ذو الرمة:


وإن ثوب الداعي لها يال خندف     فيا لك من داع معز ومكرم

والعامة لا تعرف التثويب في الأذان إلا قول: المؤذن في أذان الفجر: الصلاة خير من النوم. قال: وإنما سمي هذا القول تثويبا لأن المؤذن يرجع [ ص: 716 ] إليه مرة بعد أخرى فيقوله. يقال: ثابت إلى المريض نفسه إذا رجعت إليه قوته. وثاب إلى المرء عقله. ومنه اشتق الثواب، وتأويله ما يثوب إليك من فضل الله في جزاء الأعمال الصالحة وبه سميت المرأة ثيبا، وذلك لأنها تثوب إلى أهلها من بيت زوجها.

التالي السابق


الخدمات العلمية