أنه كان يقول: حبذا أرض الكوفة أرض سواء سهلة معروفة.
أخبرناه أخبرنا ابن الأعرابي حدثنا عباس بن محمد الدوري أخبرنا يحيى بن معين عن سفيان بن عيينة عمرو بن دينار .
قال الدوري قلت ما قوله: أرض سواء. قال: مستوية. ليحيى بن معين
قال : وهذا صحيح كما قاله، وكل مستو من أرض ومكان أو غير ذلك من شيء فهو سواء، ومنه قول الله تعالى: أبو سليمان قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء أي: عدل ذات استواء.
قال الشاعر:
فاضرب وجوه الغدر الأعداء حتى يجيبوك إلى السواء
[ ص: 188 ] والسواء الوسط أيضا. وقال في كلام له: لقد كتبت حتى انقطع سوائي، يريد ظهره، وقال عيسى بن عمر حسان:يا ويح أنصار النبي ورهطه بعد المغيب في سواء الملحد
ويقال هذا مكان سوى إذا كان وسطا بين موضعين، ومن هذا قوله تعالى: مكانا سوى .
وقال الشاعر:
وإن أبانا كان حل ببلدة سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
والسهلة إذا أردت نعت الأرض كانت نقيضة الحزنة، وإذا كسرت السين فهي الأرض التي ترابها كالرمل، وتربة أرض الكوفة شبيهة بذلك.
واختلفوا في تسمية الكوفة فقال بعضهم: إنما سميت الكوفة لاستدارتها، والعرب تسمي الرملة المستديرة كوفانا.
وأنشدني أنشدني أبو عمر العطافي:
اربع على القبر بظهر الكوفة وقل لكوفان شبيه الجنة
وقال آخرون: إنما سميت كوفة لاجتماع الناس بها. يقال: تكوف الرمل إذا ركب بعضه بعضا.
وقال سميت الأصمعي: الكوفة لأن سعدا لما فتح القادسية نزل المسلمون الأنبار فأذاهم البق فخرج سعد يرتاد لهم موضعا، وقال لهم: تكوفوا في هذا الموضع أي: اجتمعوا فيه، ويقال: بل أخذت من الكوفان، يقال: هم في كوفان، أي: في بلاء وشر.
قال الشاعر:
وما أضحي ولا أمسيت إلا أراني منكم في كوفان
والمعروفة: الطيبة العرف.
وأخبرني قال: قال أبو عمر يقال: حبذا كذا بمعنى ما أحبه قال: ومثله شبذا. أبو العباس: