الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أنه صلى صلاة فقال: "إن الشيطان عرض لي يقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته"   .

حدثنيه خلف بن محمد الخيام نا إبراهيم بن معقل نا محمد بن إسماعيل الجعفي حدثني محمود بن غيلان نا شبابة نا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة.

قوله: ذعته يريد خنقته أخبرني أبو عمر أنا ثعلب قال: يقال: ذعته وسأته وسأبته بمعنى خنقته وأنشدنا:


ولا تزال بكرة تغاره يسأبها بحبله عماره

قال: وأخبرنا أبو العباس عن عمر بن شبة عن الأصمعي قال كان عندنا رجل يشتم أبا بكر وعمر فرأى في المنام عمر بن الخطاب فذعته عمر ذعتة فأصبح الرجل وقد لوث فراشه وجاءنا تائبا.

حدثني محمد بن الطيب المروزي نا عليك الرازي نا الهيثم بن مروان نا محمد بن عيسى بن سميع سمعت الوضين بن عطاء يقول مر رجل برجل وهو يخنق أباه في أصل شجرة فأراد أن يخلصه فقال له آخر لا تفعل فوالله لقد رأيت هذا يذغت أباه في أصل هذه الشجرة هكذا قال المروزي يذغت بالغين المعجمة وهو غلط والصواب يذعت من الأول، [ ص: 164 ] والذعت أيضا أن تمعك الرجل في التراب فأما الذعط فهو الذبح الوحي. يقال ذعطه وسحطه إذا ذبحه قال الهذلي:


إذا وردوا مصرهم عجلوا     من الموت بالهميع الذاعط

والهميع: الموت المعجل ويقال: الهميغ بالغين أيضا.

وفي الحديث من الفقه أن العمل اليسير لا يقطع الصلاة  وفيه إباحة دفع من يمر بين يديك في الصلاة  وقد قال صلى الله عليه: "فقاتله فإنه شيطان" . يريد أن الشيطان يحمله على ذلك وفي بعض الأخبار: "فقاتله فإن معه القرين" .

وأخبرنا ابن داسة نا أبو داود نا مسدد نا عيسى بن يونس ثنا هشام بن الغاز عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فجاءت بهمة تمر بين يديه فما زال يدارئها حتى ألصق بطنه بالجدار".

قوله: يدارئها: أراد يدافعها من الدرء مهموزا وليس من المداراة التي تجري مجرى الرفق والمساهلة في الأمور والبهمة: السخلة والذكر والأنثى فيه سواء قال أبو زيد: يقال لأولاد الغنم ساعة توضع من الضأن [ ص: 165 ] والمعز ذكرا كان أم أنثى سخلة وجمعه سخال ثم هي البهمة للذكر والأنثى وجمعها بهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية