الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عبد الله أن رجلا أتاه بابن أخيه وهو سكران فأمر عبد الله بسوط فدقت ثمرته ثم قال للجلاد اضرب وارجع يديك ثم قال بئس لعمرو الله ولي اليتيم هذا، ما أدبت فأحسنت الأدب ولا سترت الخربة فقال يا أبا عبد الرحمن أنه لابن أخي وإني لأجد له من اللاعة ما أجد لولدي ولكن لم آله [ ص: 265 ] .

أخبرناه محمد بن هاشم نا الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن عبد الله التيمي عن أبي ماجد الحنفي قال أبو ماجد ارجع يديك يريد لا تتمتى.

قال أبو سليمان: يريد أنه لا يرفع يديه ولا يمدهما إذا أرادت الضرب والتمتي. هو التمطي يقال مط ومت ومد بمعنى واحد ومنه قولهم مت فلان إلى فلان بحرمة أي مد إليه بها وتقرب بسببها.

قال الفراء: إنما قيل تمطى الرجل لأنه يمد مطاه أي ظهره يقال منه مطوت أمطوا وقال أبو عبيدة تمطى أصله تمطط فاستثقلوا الجمع بين الطاءات فقالوا: تمطى كقوله:


تقضي البازي إذا البازي كسر

.

وثمرة السوط عذبته وهي طرفه المرسل قال الشاعر:


وإذا الركاب تكلفتها عطفت     ثمر السياط قطوفها ووساعها

ومن هذا ثمرة اللسان وهي عذبته وقال رجل: رأيت ابن عباس آخذا بثمرة لسانه وهو يقول ويحك قل خيرا تغنم وأمسك عن شر تسلم.

حدثناه ابن خيران الأبلي نا إبراهيم بن فهد نا معاذ بن [ ص: 266 ] أسد نا ابن المبارك نا سعيد بن إياس الجريري عن رجل قال رأيت ابن عباس.

والخربة العورة وأصلها العيب والفساد يقال ما في فلان خربة أي عيب والخارب اللص ويقال أصل الخرابة في سرقة الإبل خاصة قال الشاعر:


والخارب اللص يحب الخاربا     وتلك قربى مثل أن تناسبا


وتشبه الضرائب الضرائبا

.

واللاعة ما يجده الإنسان من الحرقة لحميمه  مثل اللوعة يقال لاعني الشيء يلوعني وفيه لغة أخرى لاع يلاع وقد لعت من الشيء فأنا لائع ولاع مقلوب كما قالوا: جرف هائر وهار قال الشاعر:


ولا فرح بخير إن أتاه     ولا جزع من الحدثان لاع

وقال الأعشى يصف أتانا:


ملمع لاعة الفؤاد إلى جحش     فلاه عنها فبئس الفالي

أي لائعة الفؤاد محترقة على ولدها.

التالي السابق


الخدمات العلمية