الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث معاذ أنه قال: لا تأووا لهم فإن الله قد ضربهم بذل مفدم يعني النصارى  وأنهم سبوا الله سبا لم يسبه أحد من خلقه دعوا الله ثالث ثلاثة.

أخبرناه محمد بن المكي أنا الصائغ نا سعيد بن منصور نا ابن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن مالك بن يخامر عن أبيه عن معاذ.

قوله: لا تأووا معناه لا ترقوا لهم ولا ترحموهم يقال أويت لفلان آوي له أية أي رحمته قال الشاعر:


فإني ولا كفران بالله أية لنفسي لقد طالبت غير منمل

أي مذعور وأنشد يعقوب:


لا تأويا للعيس وانبلاها     فإنها ما سلمت قواها


بعيدة المصبح من ممساها

.

يقال: نبل إبله ينبلها إذا ساقها سوقا شديدا.

وقوله: بذل مفدم أي شديد مشبع وأصل الكلمة الثفل ومنه [ ص: 312 ] قولهم: رجل فدم: أي ثقيل وصبغ مفدم أي مشبع ومعناه الخاثر المثقل ومن هذا قيل للعيي الفدم وقد فدم فدامة إذا ثقل لسانه وأبطأ بيانه.

التالي السابق


الخدمات العلمية