الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي أنه قال: لزر بن حبيش كأين تعدون سورة الأحزاب؟ فقال إما ثلاثا وسبعين أو أربعا وسبعين فقال أقط؟ إن كانت لتقارئ سورة البقرة أو هي أطول منها.  

حدثناه محمد بن هاشم نا الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش.

قوله: تقارئ سورة البقرة هكذا رواه لنا ابن هاشم وفي أكثر الروايات إن كانت لتوازي سورة البقرة فإن كان ما قاله محفوظا فمعناه أنها كانت تجاريها مدى طولها في القراءة.

وقوله: كأين تعدون؟ معناه كم تعدون وقد تثقل وتخفف ومنه قول الله تعالى: فكأين من قرية أهلكناها تقرأ بالوجهين معا.

وقوله: أقط فإن الألف مزيدة للاستفهام ومعناه حسب، يقال [ ص: 320 ] قطك هذا الشيء خفيفة أي حسبك وقطني أي حسبي تزيد فيه النون إذا أضفت إلى نفسك كما تقول قدني ويقال أيضا قدي بلا نون قال دريد بن الصمة:


قدي اليوم من وجد على هالك قدي

.

وأما قولك: ما كلمته قط فإنها مبنية على الضم كما قالوا: لا أكلمه عوض إلا أن قط لما مضى من الزمان وعوض لما يستقبل منه.

فأما قولك: ما أعطيت زيدا إلا مائة قط فإنه مجرور ليكون فرقا بين الزمان والعدد.

التالي السابق


الخدمات العلمية